شكر الرئيس الفرنسي ماكرون، مُهاجرًا من مالي، لإنقاذه طفلاً فرنسيًا كان عالقًا في شرفة بالطابق الرابع شمالي باريس، ومنحه الجنسية الفرنسية. قال الشاب: كنت أمشي في الشارع، فرأيت الطفل يتدلى من الشرفة، فلم أفكر إلا في إنقاذه، فصعدت من شرفة إلى أخرى، وأمسكت به، وأنقذته.
صديقي: أ لم نكن نحن أيضًا ساقطون، وإلى الهاوية منحدرون «إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» ( رو 5: 12 )، لكننا نحن محظوظون لأنه وُجِدَ مَن يُنقذنا ويفدينا، المُنقِذ الذي أُظْهِرَ «لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ» ( عب 9: 26 ). فهل أمسك بيدك؟ وهل أبرأك من داء الخطية؟ وهل أطلقك من سجنها؟ لقد رأى المسيح إنسانًا مُستسقيًا، يُعاني من داء داخلي، جعل الماء لا يسلك مسلكه الطبيعي في جسمه، بل يتجمع في البطن، يشرب كثيرًا لكنه لا يرتوي، ويمشي المسكين منتفخًا متألمًا! «فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ» ( لو 4: 14 ). فالإنسان الخاطئ ساقط وخائف، ويحتاج إلى مَن يُمسك بيده، وها المُنقِذ يقول: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ» ( إش 41: 13 ). والإنسان الخاطئ هو أيضًا مريض يحتاج إلى شفاء، ويقول الرب: «إِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ» ( خر 15: 26 ). وهو أيضًا مُقيَّد، يحتاج إلى إطلاق، والمسيح هو المحرر: «إِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» ( يو 8: 36 ).
حسنًا فعل ماكرون حين قدم الجنسية الفرنسية للمُنقِذ المالي. فماذا قدمنا نحن للمُنقِذ السماوي؟! تأثرت “فرنسيس. ر. هافرجال” عندما رأت صورة تعبر عن آلام المصلوب، وقد كُتب تحتها: “هذا ما فعلت لأجلك!“ فأمسكت بقلمها وكتبت ترنيمتها الخالدة: