الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اتبعني أنتَ!
«اتْبَعْنِي ... اتْبَعْنِي أَنْتَ!» ( يوحنا 21: 19 ، 22)
في صبيحة السلام والهدوء عند بحيرة طبرية، كان المُعلِّم القدوس ينتظر تلميذه ليتعامل معه، ويُعالج نفسه ويُثبته في خدمته. ولكن لاحظ وداعة المسيح وهو يُبدي ثقته في عبده الذي ردَّ نفسه، فإن هذه الوداعة أثرت في بطرس، وبعد أيام نجد هذا الرسول يُعلِّم الآخرين الدروس التي تعلَّمها هو ( 1بط 2: 21 ؛ 5: 2-4).

ويلذ لنا أن نلاحظ أن السؤال الذي قدَّمه الرب لبطرس ليس “أَتُحِبُّ خِرَافِي؟”، بل «أَتُحِبُّنِي؟»، ثم على الأثر: “اطعِم حِملاني ... ارْعَ خرافي ... اطعِم غَنَمِي”. ذاك الذي أدرك بطرس حجم مديونيته له، والذي استطاعت محبته أن تُريحه، استطاع بحكمته التي لا تخيب أن يلمس الوتر الحساس في كل خدمة صحيحة، سواء لشعب الله أو للخطاة، أعني سؤال الرب: «أَتُحِبُّنِي؟»؛ ذلك السؤال الذي فيه يُقدِّم الرب ذاته كالغرض الوحيد الذي على قلب الخادم، وكالباعث القوي للقديس الذي يريد أن يخدم.

وهناك شيء آخر يدعو للانتباه في هذه القصة، فبمجرد رَّد نفس بطرس، حتى أفلتت من شفتيه ملاحظة نابعة من الأصل القديم. فما أن عهد الرب إليه بالمهمة العظيمة «ارْعَ غَنَمِي»، والتكليف المُشرِّف بقوله: «اتْبَعْنِي»، حتى نظر إلى الوراء، وتساءل عن أمر يخص تلميذًا آخر.

إن تحويل العين عن السَيِّد إلى تلميذ آخر، يدعو إلى الدهشة، ذلك أن انحراف زاوية النظر عن المسيح، والمشغولية بغير الذي قال له: «اتْبَعْنِي»، كان ولا يزال مبعث الضرر. صحيح أن يوحنا؛ «التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ»، كان - أدبيًا - أفضل شخصية من بين الرُسُل، بيد أن أي شخص، أو أي شيء، يُحوِّل نظرة المؤمن عن سَيِّده، إنما هو عائق على طريق ملاحقة خطوات السَيِّد، ملاحقة وثيقة.

ترنر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net