الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيليا التشبي
«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ» ( 1ملوك 17: 1 )
لم تكن شجاعة إيليا عادية، فبالرغم من كونه إنسانًا تحت الآلام مثلنا، ضعيف في ذاته، إلا أنه كان قويًا بالله، فكان له السلطان أن يغلق كوى السماء. وهناك ثلاثة أسباب لقوة إيليا:

أولاً: صلاته: لنلاحظ أن النبي لم يبدأ في طلبه المُلِحّ بعد ظهوره أمام أخآب، بل قبل ذلك بفترة، هذا هو سر قوة ثباته وجرأته أمام الملك. فالصلاة في السر مصدر القوة في العَلَن، لذلك كان بإمكانه الوقوف بلا تزعزع في محضر الملك الشرير لأنه ركع باتضاع أمام الله القدير. لكن لنلاحظ أيضًا أنه «صَلَّى صَلاَةً» ( يع 5: 17 )، فلم تكن صلاة محفوظة، ولم يكن تكريسه مظهريًا لا يسفِر عنه شيء، بل كان تكريسه قلبيًا فعالاً.

ثانيًا: معرفته بالله: وهذا واضح من عبارة «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ» ( 1مل 17: 1 ). فكان يهوه بالنسبة له حقيقة حية، رغم اختفاء معرفة الله حوله، فبدا وكأنه لا توجد نفس في إسرائيل تؤمن به. لكن إيليا لم ينجرف مع التيار، لأنه كان يحمل داخل طيات صدره خِبرة بوسعها أن تجعله يترنم مع أيوب: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ» ( أي 19: 25 ). فكُفر الآخرين وعدم ولائهم لله، لا يُبطل إيمان مَن اختبر الرب وعرفه، كما حدث مع دانيال ورفقائه. فالذي يعرف الله بحق يتقوى ولا يهرب من إنسان «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ» ( دا 11: 32 ).

ثالثًا: إدراكه للحضرة الإلهية: «الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ» ( 1مل 17: 1 ). فلم يكن إيليا متيقن من وجود الله فحَسبْ، لكنه كان يعلم أنه موجود في حضرته، لذلك لما تراءى لأخآب علم أنه في حضرة الأعظم بما لا يُقاس من أي ملك أرضي؛ ذاك الذي تسجد أمامه أسمى الملائكة في العُلى. فكم يرفعنا هذا اليقين المبارك فوق كل المخاوف. فإن كان القدير معه، فلماذا يرتجف أمام دودة من الأرض؟ فكان هذا هو الأساس الذي ارتكنت إليه نفسه وهو يتمم مهمته الثقيلة.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net