الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلنا وجميعنا
«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ» ( إشعياء 53: 6 )
هذا اعتراف صريح عن مذنوبية جميع الناس، فالجميع سقطوا. وجميع المختارين الذين دخلوا السماء والذين سيدخلونها، يشتركون في القول: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا»؛ اعتراف بالإجماع. وكما أنه مُطلق ينطبق على الجميع، هكذا هو خاص ينطبق على كل فرد منهم على حدته، إذ كل واحد على حدته حصل منه التعدي بدرجة يشعر هو بها دون غيره. فكما يشترك مع غيره في القول «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا»، يقول أيضًا «مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ». والاعتراف الصحيح هو الذي فيه تُقرّ النفس بما اقترفت هي وحدها من الآثام، هو الاعتراف الخالي من كل مواراة أو محاولة الاعتذار. اعتراف صعب لأنه يحمل معه صرامة الحكم على النفس. اعتراف تتجرد فيه النفس من جميع أسلحة العصيان والتمرد، وفي انكسار موجع تقول: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ»، وحينئذٍ لا نسمع بعد هذا الاعتراف أية نغمة حزينة، بل صوت ترنم لأن «الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا». نعم، هذا خبر مؤلم في ذاته، ولكنه يفيض بالتعزية. يا للعجب! حيث استقرت التعاسة، هناك مَلكَت الرحمة، وحيث زاد الحزن، هناك فاض الفرح.

تأمل أيها الحبيب كيف أن الاعتراف النقي في تواضع النفس يوصل إلى تأكيدات الفداء الراسخة! نعم، لأن الرب إذ وضع عليه إثم جميعنا، سمح أن يجعل «الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» ( 2كو 5: 21 ). فيا أيها المؤمن المكتئب والحزين على ما تشعر به في داخلك من الفساد والنقص، ارفع البصر الآن وتطلع إلى سيدك الكامل. تذكَّر أنك كاملٌ فيه في نظر الله، كما لو لم تكن قد أخطأت مُطلقًا، لا بل أنت أكثر من ذلك لأن الرب، الذي هو برنا، قد جعل عليك رداء بر سماويًا، حتى أن لك الآن أكثر من بر إنساني، إذ لك بر الله.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net