الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح الملك
«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ » ( متى 2: 2 )
إن قصة المسيح تبدو في نظر البعض وكأنها أُحجية. فنحن عندما نراه متألمًا ومُهانًا، مُحتقرًا ومخذولاً من الناس ( إش 53: 3 )، قد يتبادر إلى ذهننا أن خطة الله فشلت، وأن مقاصده بخصوص مُلك المسيح انتهت. لكن حاشا لكلام الله أن يسقط، مهما عربد الشيطان ورفض الإنسان. حقًا إن خاصته لم تقبله ( يو 1: 11 )، لكن ليس اليهود الأشرار ولا غيرهم هم الذين يقررون خطة الله، بل إن خطة الله بالنسبة لهذا العالم مُقرَّرة منذ تأسيس العالم، ومُسجلة بدقة في الكلمة النبوية.

نعم هي أُحجية عجيبة، فليس فقط أن بيت داود انهار، فانتهت السلسلة بالنَجَّار، بل أيضًا أن ابن النجار مات، وفي القبر بات، لكنه من تراب الموت قام مُقتدرًا، وصعد فوق جميع السماوات منتصرًا، وسوف يأتي بمجد واقتدار حتى على الكل يسود!

إن هذا المجيد عند مولده سَجد له رجال من الشرق باعتباره «مَلِكُ الْيَهُودِ» (مت2)؛ وعند موته كتب فوق صليبه رجال من الغرب لافتة مكتوبة: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ» ( مت 27: 37 ). ومع أن مهده كان حقيرًا، وصليبه كان رهيبًا، لكن عين الإيمان استطاعت أن ترى في المذود الحقير مهد الملك، وفي الصليب الرهيب عرشه، فخرّ له المجوس في البداية كالملك، وأقر اللص التائب في النهاية بأنه سيأتي ثانية كالملك.

فكالملك وُلد، وكالملك دخل في موكب وديع إلى أورشليم، وكالملك حوكم وأُدين، وكالملك اعترف به اللص التائب. لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، فإنه عن قريب كالملك سيعود، لأنه الملك الموعود. لقد أتى مرة ليُخلِّص، وسيأتي ثانية ليدين. لقد أتى مرة في تواضع وصلبوه، وهذا هو نصف الحق، أما نصفه الآخر فهو مجيئه الثاني بالمجد، وعلى رأسه التيجان الكثيرة، ليسود على الكل.

عن قريب سيملك ذلك الملك المعظَّم في كل البقاع، وسيكون الاعتراف به والسجود له بالإجماع.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net