الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكنز واللؤلؤة
«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفىً فِي حَقْلٍ» ( مت 13: 44 )
إن مثلي الكَنْز والُلؤلُؤَة ( مت 13: 44 -46)، يُعطياننا معاني جميلة من جهة عمل المسيح الفدائي، من حيث أن له وجهين عظيمين هما عموميته للكل، وحصر فوائده على كل من يؤمن فقط.

أولاً: المسيح بذل نفسه فدية لأجل جميع البشر على وجه الإطلاق ( يو 3: 14 -18؛ رو3: 21-26؛ 2كو5: 18-21؛ 1تي2: 6). فلأن دم الكفارة قد سُفِك، وله في نظر الله - بكيفية مستمرة - قيمته الثمينة، حتى أنه لو تاب جميع الخطاة، والتجأوا إليه لأنقذهم من الغضب الآتي. والله نفسه يُسر بخلاصهم لا بهلاكهم ( حز 18: 23 2بط 2: 1 -44). هذا هو الشراء بالكفارة ونتائجه. فقد اشترى المسيح بموته حقل العالم، وصار واجبًا على كل إنسان أن يُسلم نفسه لمَنْ اشتراه. ولكن مَن يُنكر الرب الذي اشتراه، يَجلب على نفسه هلاكًا سريعًا ( لو 14: 16 ، 2). وعلى أساس هذه الكفارة وجهت الدعوة العامة للكل، كما نراها في مَثل العشاء العظيم (لو14: 16-24).

ثانيًا: الوجه الثاني لعمل الفداء هو النيابة. فإن المسيح كان على الصليب نائبًا عن الذين يؤمنون به محتملاً دينونة خطاياهم «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» ( 1بط 2: 24 ).

ونلاحظ أن أمثال ملكوت السَّمَاوات (مت13)، ليس القصد منها توضيح حقيقة الكنيسة وامتيازاتها، كجسد المسيح وعروسه، فهذه الحقائق لم تُعلن إلا بعد موت المسيح وارتفاعه إلى المجد، وحلول روحه في قديسيه. ولكن بعد أن عرفنا ما هي الكنيسة، يُمكننا أن نقول إنها هي اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن التي رغب فيها المسيح واشتراها على نوع أخص مما اشترى العالم ( يو 17: 2 ؛ 1يو2: 2)، حيث نرى هذين الوجهين للفداء مجموعين معًا. فإن الآب قد أعطى الابن سلطانًا على كل جسد، بحسب الوجه الأول (الكفارة)، ليُعطي الابن حياة أبدية للذين قد أُعطوا له من الآب، وهذا هو الوجه الثاني للفداء (النيابة).

بنكرتن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net