الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ولا أنا أدينك
«فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا» ( يوحنا 8: 11 )
لقد بقيَ يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط كما أقامها الشامتون بها. وقد يقول العقل البشري: إذا كانت فرقة المشتكين قد وجدت مهربًا، فقد كان أجدر بهذه المرأة أن تبارح “الأرض المقدسة”، لكن لسان حالها هو: “إلى مَن أذهب؟ أنت سترٌ لي”.

«فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟» ... «أَيْنَ هُمْ» وهم المشكو في حقهم إذ أرادوا أن يحرجوا سيد موسى وإله جبل سيناء؟ وقد ألفت نظري أن هذا الأصحاح يبدأ بالحكم بالرجم بالحجارة على المرأة الساقطة، وينتهي بالشروع في الرجم بالحجارة ضد المسيح! ( يو 8: 5 ، 59).

«أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» ... ومَن ذا الذي أعطاه الآب أن يدين؟ إن الآب أعطى كل أنواع الدينونة للابن ( يو 5: 22 ). وكأن الرب أراد أن يُعلن للمرأة أن الدينونة عمل قاصر على شخصه الكريم، غير أن الآب «لَمْ يُرْسِلِ الله ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ» ( يو 3: 17 ). فليس الآن وقت الإدانة «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ»، ولكن احترسي أن تقفي أمام عرش الدينونة العظيم الأبيض إذا استمررتِ في خطاياكِ «اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا (فيما بعد)». نفس التعبير الذي نطق به السَيِّد في مسامع مُقعد بيت حسدا «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا (فيما بعد)، لِئَلا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» ( يو 5: 14 )، إذ تقف عريانًا أمام العرش العظيم الأبيض يومئذٍ. وأرجو ألا يحسب القارئ أن الرب أعطاها قرارًا رسميًا بالغفران أو الخلاص، وإنما تنازل وأمهلها حتى لا تعود إلى السيرة الأولى. فالغفران ثمرة الإيمان بشخصه الكريم كما حدث مع السامرية، وكذلك المرأة التي كانت خاطئة إذ قال لها: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» ( لو 7: 50 ).

ونلاحظ أن أولئك الأدعياء وجهوا حديثهم إلى معلِّم «يَا مُعَلِّمُ»، أما هي فنادت مُبرئها، لا مُبررها، «يَا سَيِّدُ!». إذ كان في نظرها ليس مجرد إنسان، بل هو «السَيِّد».

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net