الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعظم حياة
«كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ» ( لوقا 24: 19 )
إن أعظم حياة شهدتها الأرض، هي حياة ربنا المعبود يسوع المسيح. والحديث عن روعة هذه الحياة لا تكفيه مجلدات “هنا”، ولا الأبدية نفسها “هناك”. على أننا سنتوقف أمام ثلاثة مميزات أساسية:

(1) الحياة تُقاس بجودتها، لا بكمِّها: لقد عاش المسيح أقل من نصف العمر المُفترض للإنسان ( مز 90: 10 )، وقُطِعَ في نصف أيامه ( مز 102: 24 )، إلا أن حياته لم يكن فيها يوم واحد ضائع بعيدًا عن إرادة الله. ولهذا فهو «رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ» ( عب 12: 2 ). إن كثيرين عاشوا سنوات طوال، لكن إذا حذفت منها السنوات الضائعة بعيدًا عن الله، يُصبح عمرهم الحقيقي المُعْتَبَر معدودًا بالشهور، أو ربما بالأيام.

(2) التفوُّق بكثرة “الطاعة”، لا بكثرة “الخدمات”: مرَّ نحو ثلاثون عامًا، أي حوالي 90% من حياة المسيح، وهو طفل، ثم صبي، ثم نجار بسيط في ناصرة الجليل المُحتَقَر، غير معروف لكثيرين، ودون أنشطة وخدمات “روحية” كالتي نعرفها ونعرف صخبها اليوم. وفي نهاية سنوات “صمت” فيها الوحي عن أغلبها، ظهر أنها كانت في قمة “الطاعة لمشيئة الله”، حيث شق الآب السما، مُعلنًا سروره بابنه الوحيد الحبيب أيما سرور، واستقر الروح القدس عليه في هيئة جسمية مثل حمامة! لقد كان “في كل حين يعمل ما يُرضي الآب”، في حين مثلت الخدمة في شتى أنواعها نحو أقل من 10% من هذه الحياة الفريدة!

(3) عظمة التأثيرات، لا فصاحة الكلمات: لم تكن سنوات خدمة ربنا كلها خدمات كلامية، رغم أنها حوت أروع المواعظ والتعاليم. لكن سنواته كلها: في العمل أو في الخدمة، تميَّزت بالتأثير غير العادي على قلب الآب، وعلى قلوب الملايين من البشر، عبر آلاف السنين، في شتى أرجاء المسكونة، ولا يزال. لقد عاش قبل أن يُعلِّم «جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ» ( أع 1: 1 )، «مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ» ( لو 24: 19 ).

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net