الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 يوليو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرب دعا صموئيل
«وَقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللَّهِ ... أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ» ( 1صموئيل 3: 3 ، 4)
قد يفشل الإنسان، لكن الله ليس كذلك؛ فهو يُقيم خدامًا جددًا عوضًا عن الذين أخفقوا في إتمام مقاصده. وهذا لا يعني أنه لا يُبالي بفشل الإنسان، بل يعني أن هذا الفشل لا يحده ولا يتحكم فيه.

وهناك آيتان على الأقل في هذا الأصحاح (1صم3) تُوضحان فشل إسرائيل «وَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. لَمْ تَكُنْ رُؤْيَا كَثِيرًا» (ع1). وهذا دليل على أن حالة الشعب لم تكن تسمح بتقبل رؤى من الرب.

«وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعًا فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاهُ ابْتَدَأَتَا تَضْعُفَانِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُبْصِرَ» (ع2). وهذا يعني أن الشخص الذي يُمثّل الله أمام الشعب (القاضي)، والذي يُمثّل الشعب أمام الله (الكاهن)، كان غير قادر على الحراك، وأعمى تقريبًا!

لكن الله لم يُفاجأ بذلك «وَقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللَّهِ»، كان الله قد بدأ بالفعل في إعداد صموئيل، ولما نام هذا الخادم الصبي، دعاه الرب (ع3، 4)، بغض النظر عن أن كلمة الرب لم تكن قد أُعلِنت له، وبغض النظر عن أنه أخطأ صوت الرب، ظانًا أن الذي دعاه هو عالي الكاهن، وبغض النظر عن نسيانه بعض كلمات عالي التي قال له أن يُجيب الرب بها (ع9، 10).

وإنني متعجبٌ مما قاله الرب للصبي صموئيل. إنه مُختلف تمامًا عن أفكار الناس «لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ» ( إش 55: 8 ). فهو لم يبدأ بإعطاء الصبي رسالة بسيطة عن صفاته ومواعيده وخططه، بل بدأ معه بإعطائه رسالة قضاء قاسي، كان عتيدًا أن يصبه على عالي القاضي القديم ورئيس الكهنة! لماذا فعل الله هكذا؟! لا أعلم تمامًا، لكني أرى فيها سلطانه المُطلَق، فالله غير مُطالب بالتصرف طبقًا لما تناشده المشاعر الإنسانية في تتميم إرادته الكاملة.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net