الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 يوليو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باب الخيمة، وباب سدوم
«ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ ... وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ» ( تك 18: 1 )«فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ ... وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ» ( تك 19: 1 )
إن الفارق بين إبراهيم ولوط يتضح إذا ما وضعنا العدد الأول من تكوين 18 في مفارقة مع العدد الأول من تكوين 19. ففي المشهد الأول نرى إبراهيم جالسًا «فِي بَابِ الْخَيْمَةِ»، بينما في المشهد الثاني نرى لوطًا جالسًا «فِي بَابِ سَدُومَ». الأول في وضع ينطق بطابع الغربة والانفصال عن العالم، والثاني لا يُرَى فقط في العالم، بل يُرَى أيضًا مساهمًا في تصريف أموره، جالسًا في الباب، مكان الحكم والقضاء. وبينما يُذكر عن الله مرارًا كثيرة أنه إله إبراهيم، ولا يستحي أن يُدعَى إلهه، فإننا لا نقرأ مرة واحدة أنه إله لوط. لقد زار الرب إبراهيم نهارًا لأنه كان يسلك في النور، والملاكان زارَا لوطًا ليلاً لأنه كان يعيش في ظلام أدبي وسط الأشرار «وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ» ( 1تس 5: 7 )، وهذا ما حدث معه في المغارة في ختام حياته. لقد انطبقت عليه الكلمات «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ» ( أف 5: 14 ). كان «الْبَارَّ مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ» ( 2بط 2: 7 ). ومع أنه كان يمتلك ضميرًا حساسًا، لأنه مؤمن، لكنه كان «بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ (بِأفْعَالِهم) الأَثِيمَةِ» ( 2بط 2: 8 ).

إن لوطًا يُمثِّل مؤمنًا لا يعرف الدعوة السماوية، وأن له وطنًا أفضل. هو أعمى قصير البصر لا يرى المدينة التي لها الأساسات. ليس له شركة مع الله، ولا يعرف طعم البركات الروحية. وعندما نزل إلى مصر وجد شبعًا هناك ووجد ما يملأ فراغ نفسه فيما يُقدمه العالم. كان قلبه مفتونًا بالعالم والأشياء التي في العالم. وقد رأى سدوم أنها «كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ». إن الشخص الذي عنده فراغ ولا يجد في الروحيات ما يشبعه، سيتجه إلى العالم طالبًا مباهجه. وسيمضي وقت طويل حتى يقتنع هذا المؤمن أن «الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ!» (جا2).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net