الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 أغسطس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نداءٌ بلا مُجيبٌ!
«لِمَاذَا جِئْتُ وَلَيْسَ إِنْسَانٌ، نَادَيْتُ وَلَيْسَ مُجِيبٌ؟ » ( إشعياء 50: 2 )
إن سر تعاسة إسرائيل الحاضرة، لا يعود إلى شيء في الله ذاته، بل السبب هو آثامهم. وهناك شر مُعيَّن يُشير إشعياء النبي إليه، فعندما جاء الرب إليهم، رفضوه، وهذا هو أساس تعاستهم.

تُرى متى جاء الرب إليهم مباشرة؛ ليس بواسطة أنبياء، بل بنفسه، وكان ينتظر ترحيبهم؟ إنها مرة مُحدَّدة. فالرب لم يكن ينتظر منهم ترحيبًا عندما نزل على جبل سيناء ليُعطيهم الناموس، بل بالعكس أمرهم أن يبتعدوا بعيدًا. لكنه أتى في مرة أخرى، وفي صورة مختلفة «صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا ... مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا»، ومع ذلك لم يقبله أحد «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ». وإن رفضهم له هو سبب تعاستهم. إن أعظم خطية تُحسَب عليهم أنهم رفضوه، عندما جاء وديعًا، ليُخلِّص ما قد هلك. لقد جاء إليهم متواضعًا ليُحسن إليهم. جاء فقيرًا، مع أنه هو الذي يُلبِس السَّماوات ظلامًا، ويجعل المِسْحَ غطاءها ( إش 50: 3 ). لقد جاء ودعاهم إلى الملكوت الذي جاء ليُقيمه. لكن قلبهم تحوَّل عنه، ولم يستمعوا إلى صوته، ولم يستجيبوا إلى دعوته.

إن للأذن قدرة عجيبة، فقد يكون الصوت واضحًا، لكن لأن الانتباه مُتحوّل إلى شيء آخر، لا نسمع شيئًا. فسمعنا معتمد تمامًا على الإرادة. فإذا كان في حجرة أشخاص كثيرون يتكلَّمون في وقت واحد، ففي استطاعتنا توجيه آذاننا إلى مُتكلِّم مُعيَّن، وساعتها لا نسمع أحدًا من الباقين. وهكذا اليوم، توجد آلاف من الأصوات في هذا العالم، لا تنقطع عن الصياح، لكن بينهم واحدًا فقط هو الذي يقول: «إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» ( رؤ 3: 20 ). وما أقل الذي يستمعون لهذا الصوت. بينما ما أسرع الاستماع لدعوة العمل والربح، لمسرات العالم ومتعه. لكن ذاك الذي يدعو للحق، لا يُستمع إليه! ومن أسف أن تاريخ إسرائيل المُحزِن يتكرَّر مرة ثانية في هذه الأيام.

فردريك جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net