الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 أغسطس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسير المسيح
«أَنَا بُولُسُ، أَسِيرُ الْمَسِيحِ يَسُوعَ » ( أفسس 3: 1 )
»ِأَنَا بُولُسُ، أَسِيرُ الْمَسِيحِ» ... كان هذا شعار الرسول بولس في حياته. لقد أدرك أنه ليس بعد حرًا لفعل ما يُريد، بل ما يُريد الرب، كأنه يقول: هل رأيتم الأسير الذي أسره القائد المجيد المنتصر؟! أنا الآن أسير الشخص العظيم جدًا؛ شخص الرب يسوع المُقام والمُمجَّد. لقد امتلكني، وسباني بحبه، وجعل لذتي في إتمام رغباته المُقدَّسة. لقد فطمني عن رأي الناس وإرادة الناس، عن مدحهم وذمهم، عن مكافآتهم وعن جحودهم، ولم يبق له سوى إرادته، وإرادته هو فقط. حينئذٍ تذوقت طعم الحرية الحقيقية، وتمتعت بالقوة الحقيقية.

إن شاول الطرسوسي الذي قال: «أَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُورًا كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ»، ها قد تعلَّم أن يقول: «وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟». وهذا الفريسي الغيور مُضطهِد الكنيسة «اقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ» ( أع 26: 9 ، 10؛ أع9: 6، 8).

إن عبوديتنا للمسيح هي عين الحرية ( في 1: 1 )، وتكريسنا للمسيح هو ما يمنحنا الشجاعة في المجاهرة بالحق «أ فَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ» ( غل 1: 10 ).

ولكن ماذا كان الدافع وراء تكريس الرسول بولس؟ لقد كان حصار محبة المسيح له «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا» ( 2كو 5: 14 ). وأ لم نختبر نحن أيضًا محبة المسيح؟ أ لم يغفر لنا خطايانا الكثيرة؟ أ لم يُلبسنا ثياب الخلاص، ويكسونا رداء البر؟ أ لم يذهب للصليب كي يُعدّنا لنكون معه في بيت الآب؟ أ لم يغمرنا برحمته الكثيرة في الماضي؟ أ لم يمنحنا مواعيد عُظمى وثمينة نستند عليها طوال رحلة الحياة. فماذا قدَّمنا له؟ كيف نخدمه؟ هل نتعب لأجله؟ هل نبذل الجهد للكرازة بإنجيله؟ هل نُطعِم قطيعه؟ ليتنا نفعل قبل أن تضيع الفرصة!

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net