الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 أغسطس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا تركتني؟
«صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ ... إ ِلَهِي،إِلَهِي،لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ » ( متى 27: 46 )
تُعَّد هذه الصرخة أكثر الصرخات المُرعدة والمُخيفة على مرّ التاريخ على الإطلاق. لقد عُلِّق الرب يسوع على الصليب في التاسعة صباحًا، وكان موضوع هُزء الإنسان وسخريته لمدة ثلاث ساعات، وكأنه لم يكفهم الليلة السابقة بطولها، والتي فيها انهالوا عليه وكالوا له الشتائم، حتى وصل الجلجثة. ولكن تُرى ماذا جال بفكر الناس عندما أظلمت الشمس في رابعة النهار، وغَشِيَتْ الأرض كلها ظلمة عظيمة معجزية.

في تلك اللحظات كان الله في المشهد، لا لينصف أو يُنقذ القدوس المتألم، ذاك الذي لم يفعل خطية، ولا ليسكب جام غضبه ودينونته على هؤلاء المجان الأشرار الذين بوقاحة شتموا وطردوا ابن محبته، ولكن كان هناك ليسكب دينونته العظمى على ابنه القدوس الطاهر، رجل الأوجاع! ومَن كان إمكانه التفكير في حدوث شيء كهذا؟ مَن كان يتخيَّل أنه في ساعة الحزن العظيم لذلك الشخص الذي بلا خطية، وقت آلامه من يد البشر، يتركه الله؛ الله البار العادل؟

ويا له من سر عجيب، أن يتألم - له المجد - كشخص يحمل العار، ويصير لعنة لأجل الأشرار. وهنا يكمُن حزن لا يمكن لأذهاننا المحدودة وقلوبنا الضيقة أن تفهمه أو تتسع له، إذ تحمَّل ذلك الشخص البار الذي بلا خطية جزاء إثمنا المُشين.

إذًا فلقد كانت صرخته الرهيبة المُذيبة تلك لأجلنا، وعلينا أن نتأمل في السبب بخشوع الساجدين، إذ نعرف أننا نحن الذين كنا سببًا مباشرًا في آلامه الكفارية العميقة، في ثلاث ساعات الظلمة التي احتملها وحده هناك، عندما صار لعنة لأجلنا، وفي نهايتها صرخ تلك الصرخة المُرَّة. وعلى هذا الأساس ينبغي على كل مؤمن حقيقي أن يعرف أن كل خطاياه قد دينت وانتهت بهذا العمل المجيد.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net