الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 سبتمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أما أنا فصلاة
«بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» ( مزمور 109: 4 )
هذا هو سَيِّدنا. إنه لا يقول “أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّيَ”، بل «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً». شبَّه أحدهم شخصه الكريم بـ“صُرَّة الْمُرِّ” التي تظل تبعث عطرها بلا توقف، ومهما كانت الظروف. ويا له من درس هام لكل مؤمن! فهناك أشخاص تبعدهم قسوة الألم عن عرش النعمة، وتحرمهم مرارة التجارب من التمتع بقلب الله. أما المسيح فما كان أشد آلامه وهو على الصليب، ومع ذلك تحوَّل أول ما تحوَّل إلى الله بالصلاة.

كانت أول كلمة ينطق بها المسيح بعد صلبه هي «يَا أَبَتَاهُ» ( لو 23: 34 ). ويا لها من كلمة تُعبّر عن شركة وثيقة عميقة مع الله، شركة مستمرة هادئة، برهنت على أن إيمان ذلك القدوس بالله، لم يتزعزع إطلاقًا رغم الآلام التي كان قد جاز فيها، ورغم الآلام التي كان ينتظر أن تنصب على رأسه، وهو مُعلَّق فوق الصليب.

لقد كسَرت الآلام قلبه، لكنها لم تؤثر على شركته مع أبيه «فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ» ( لو 23: 34 ). ومع أنه كان مُحاطًا بالمهانة والظلم، لكن هذا لم يَحُل دون ثقته في بنوته للآب، ومن محبة الآب له «فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ».

يا له من درس لكل المؤمنين! فعندما تضيق بنا الحياة بعد سِعة، وتهوي بنا الآمال فجأة من عليائها. ماذا نفعل؟ أَ تخور عزائمنا، ويضيع إيماننا؟ أَ نخطئ بألسنتنا وننسب لله جهالة؟ أم ننطح برؤوسنا المشيئة الإلهية؟! هناك أشخاص عظام، عندما ضغط الألم عليهم، أصابهم اليأس والقنوط في مقتل، فلعنوا اليوم الذي وُلدوا فيه، وسبُّوا يومهم. أمَّا ذاك القدوس الفريد، والذي تألم كما لم يتألم سواه، فعندما اسودَّت أمامه صفحة الحياة، رفع رأسه، وكانت أول عبارة تخرج من فمه هي: «يَا أَبَتَاهُ».

قد يتحطم كل شيء، وقد يبدو وكأن الشر انتصر، وأن الشرير تربع على عرش الله. لا تخف، ولا تفقد الإيمان، فإن الله حي، يتبوأ عرشه و«الرَّبُّ فِي الْعُلَى أَقْدَرُ».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net