الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 سبتمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخبز الحي
«أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ» ( يوحنا 6: 51 )
لقد ورَدَ لفظ “الخبز” في هذا الأصحاح، قرابة عشرين مرة، لكنها مرة واحدة نقرأ فيها عن «الْخُبْزُ الْحَيُّ» ( يو 6: 51 ).

المسيح هو الخبز الحقيقي، خبز الله، خبز الحياة، ولكنه - أكثر من ذلك - هو «الْخُبْزُ الْحَيُّ». كالخبز هو قوام تلك الحياة التي يمنحها لمَنْ يحييهم، أما «الْخُبْزُ الْحَيُّ»، فهو أكثر من دعامة لتلك الحياة الجديدة، لأننا نعرفه في نطاق تلك الحياة كربنا وسيدنا وحبيبنا. خذ الحياة الطبيعية تمثلاً، فهناك قوة تملأ قلوبنا طعامًا وسرورًا، وبذلك تقوم أجسادنا. ولكن كم منا يحس بقوة الخالق العظيم ملازمة له، ذاك الذي به نحيا ونتحرَّك ونُوجد؟ والرب هو حقًا الخبز الذي يحفظ لنا قوتنا اليومية ونشاطنا؛ ولكن خير من ذلك بكثير أنه مخلِّصنا وربنا الحي الذي إذ آمنا به نعرفه في شركتنا اليومية. وبغير هذه المعرفة للمسيح فإن حياتنا الروحية تضمر وتذبل. فهذه الحياة إنما تتعامل مع الحي. وهكذا تعطش نفوسنا إلى الشركة مع الله، الإله الحي.

ليس بالخبز وحده نحن نحيا، إذ ليس في الخبز صوت يمنحنا المشورة الحلوة، ولا أُذن تستمع إلى صرخات شدتنا وضيقنا، ولا قلب يحنو علينا ويرثي لأحزاننا. ولكن قال سيدنا: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ». وفيه، له المجد، نجد مَنْ يدوي صوته كصوت مياه كثيرة. وترانا عينه ونحن تحت التينة. وأُذناه تسمعان طلباتنا من قبل أن نسأل. وفي رثائه الرقيق يحمل أحزاننا. هو خبزنا، لكنه أيضًا «الْخُبْزُ الْحَيُّ».

وبهذه الكيفية عرف الرسول بولس الرب كالحي. فحين كان واقفًا أمام الإمبراطور كان الجميع قد تركوه، لكن الرب لم يتخل عنه، بل وقف معه، فأُنقذ من فم الأسد. وكذلك حين التمس من الرب أن تفارقه الشوكة، همس في أذنه ذلك الحي نفسه: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». ألا ليتنا لا ننسى أن الرب يسوع هو الحي إلى أبد الآبدين.

هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net