الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 1 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عيني عليك
«أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ» ( مزمور 32: 8 )
يبدأ المرنم في مزمور 32 بتطويب مَن نال غفران الخطايا، الذي هو أول احتياج للإنسان، وأول بركة يمنحها الله. ثم نراه يعترف بذنبه ويتركه، وإذ ذاك يأتي الرب نفسه ليُحدثه عن كيفية قيادته ليختبر إرادته. وهنا نتعلَّم، أنه دون وجود علاقة حقيقية مع الرب ونوال غفران الخطايا، ودون شركة غير مُتعطّلة معه، لا يمكن إدراك مشيئته.

ويستخدم الرب ثلاثة أفعال متتالية جميلة، فيقول: «أُعَلِّمُكَ (Instruct)»، ثم «أُرْشِدُكَ (Teach) الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا»، وأخيرًا «أَنْصَحُكَ (Counsel)، عَيْنِي عَلَيْكَ (بعَيْنِي التي عَلَيْكَ)». ومن الجميل، أن نلاحظ هذه الثلاثية التي يستخدمها الرب معنا لإرشادنا وهدايتنا، فهو يعطينا التعليمات اللازمة والصحيحة، فهو وحده الخبير بأعماقنا، وبالظروف، وبالناس، وبالمستقبل، وبكل شيء. لذا فتعليماته دائمًا صحيحة، وصادرة من قلب صالح عطوف. كما أنه يرتقي بنا، فيُعلّمنا فكره من خلال كلمته، فنفهم طرقه ونتعلَّم مبادئه، فتتدرب أفكارنا وحواسنا على استيعاب إرادته، وسرعة اكتشاف مشيئته. كما أنه ينصحنا؛ يُشير علينا كأبناء بالغين، فهو المُشير ( إش 9: 6 ؛ رو11: 34).

لقد حدثنا الرسول يوحنا عن عائلة الله، وقسمها ثلاثًا (1يو2): الأولاد، أي الأطفال الصغار روحيًا الذين غُفِرت لهم الخطايا، وهؤلا لهم وعد الرب، أنه يعطيهم التعليمات المُفيدة، حتى لو لم يُمكنهم استيعاب أبعادها وعمق أغراضها. ثم الأحداث البالغين الذين كلمة الله ثابتة فيهم، وهؤلاء يُعلّمهم الرب طريقه من خلال دراسة كلمته، فيعلمون أغراضه بشكل أعمق. وأخيرًا، هناك الآباء الناضجين الذي عرفوا الذي من البدء، والذي بسبب التمرن صارت لهم الحواس مُدرَّبة. هؤلاء يُشير الرب عليهم بفكره من خلال لغة العيون، وهي تصوير للعلاقة الوثيقة. إن عين الرب، هي على كل أولاده، إلا أن الناضجين فقط، هم الذين عيونهم عليه، ويفهمون مشورته حسب عَيْنِه التي هي عليهم.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net