الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 ديسمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نبي وكاهن وملك
««فَمَرْيَمُ ... خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ... فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي ... بَكَى يَسُوعُ» ( يوحنا 11: 32 -35)
لقد اكتشفت مريم، أخت مرثا ولعازر، في الرب يسوع هذه الوظائف الثلاث: نبيّ وكاهن وملك.

ففي لوقا 10: 29 «جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ». كان لها كالنبي الذي أتى من حضن الآب مُعلنًا أبيه.

وفي يوحنا 11: 32، 33 جاءت باكية ـــــ في وقت حزنها ـــــ وخرت عند قدمي الرب يسوع، فبكى معها . كان لها كرئيس الكهنة العظيم الذي استطاع أن يرثي لضعفها، فوجدته قريبًا من مشاعرها الحزينة المُنكسرة. لقد أتت بكل جسارة، لذاك الذي كان مملوءًا من النعمة والحق، فنالت رحمة ووجدت نعمة عونًا في حينه ( عب 4: 15 ، 16).

وفي متى 26: 12، 13 يذكر الرب ما فعلته مريم قائلاً: «إِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي». فقد أدرك إيمانها ما لم يقدر التلاميذ أن يُدركوه. فرأته مذبوحًا ـــــ كحمل الله ـــــ لأجل خطايا شعبه. كما رأته بعد موته ودفنه، أي بعد قيامته. ولذلك نقرأ أنها سَكَبَت الطيب «عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ»، باعتباره الملك في صهيون ( مت 26: 7 ). وهذا ما أظهره المسيح في دخوله أورشليم كملك على أتان. لقد رأت هذا المشهد ( مت 21: 1 -11)، وعرفت أن ذلك سيتحقق بعد قيامته من الأموات، وسيملك بالقوة والمجد.

فهل يُمكن لإيماننا أن يُدرك في شخص ربنا المعبود هذه الوظائف المُباركة؛ نبي وكاهن وملك، مع كونه مُحتقرًا ومرفوضًا من الأرض الآن. إننا نحتاج أن نجلس عند قدميه لنتعلَّم؛ ونبكي ـــــ وقت البكاء ـــــ عند قدميه، متحققين من مشاركته لنا في كل أحزاننا؛ ثم ننظر إلى المستقبل بفرح، مُتطلعين إلى ذلك الوقت الذي يُعلّن فيه المسيح كَمَلك الملوك ورب الأرباب، فنجلس ونحكم معه، بعد أن نكتسي ببهاء المجد معه.

ولسون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net