الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 إبريل 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساقي والخباز
«وَحَدَثَ ... أَنَّ سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا » ( تكوين 40: 1 )
السجن كان مليئًا بالذين أذنبوا بجرائم مختلفة؛ كم هو مؤثر أن يُرى يوسف في وسط هؤلاء المُذنبين، لا يتعالى عليهم لأنَّه البريء دونهم، كما لا نراه ثائرًا ولا مُتبرّمًا، بل لا يزال يخدم! وهذا يأخذ بأفكارنا وقلوبنا مرَّة أخرى للكامل وحده الذي أتى ليشاركنا في حالتنا الشقيَّة، وليخدمنا بالمحبَّة، وفوق كل شيء، يحمل في جسده خطـايانا ودينونتها.

ساقي ملك مصر والخباز اللذان أذنبا إلى سيدهما، يمثّلان كل الجنس البشري «لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا» ( رو 3: 22 ، 23). أخطـأوا ضدَّ الله، واستحقوا غضبه ودينونته، لكن هنا يأتي الفرق: البعض يسمع بشارة الخلاص بالنعمة ويقبلها بالإيمان ( أف 2: 8 )، وهؤلاء نرى صورة لهم في رئيس السقاة؛ بينما البعض الآخر يرفض البشارة، فيُترك للمصير الرهيب ـ الموت الثاني، وهؤلاء نرى صورتهم في رئيس الخبازين. يوجد فريقان لا ثالث لهما: المُخلَّصون والهالكون. فمن أي الفريقين أنت؟

الخبَّاز لم يستطـع أن ينجو من حكم الملك عليه بالموت، لكن توجد الآن فرصة لك أنت لكي تنتقل من الموت إلى الحياة، وذلك بقبول إنجيل نعمة الله. واللصان على الصليب مثال لهذين الفريقين. واحد بقيَ غير مُبالِ، ومات في خطـاياه، لكن الآخر طلب: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ» وحصل على هذا الجواب المُدهش: «الْيَوْمَ (ليس في ثلاثة أيام) تَكُونُ مَعِي (ليس في قصر ملك، بل) فِي الْفِرْدَوْسِ» ( لو 23: 43 ).

وطلب يوسف من الساقي قائلاً: «تَذْكُرُنِي» (ع14). لكن ما يدعو للأسف، أنَّنا نقرأ: «وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ، بَلْ نَسِيَهُ» (ع23). أيُّها المؤمنون بالربّ يسوع، الذين انتفعتم بخلاصه العظيم: ألا نكون في أوقات كثيرة غير شاكرين، ناسين الذي صنع لنا هذا الخلاص؟ الربّ يسوع إذ علم ميل قلوبنا، قال للتلاميذ، عندما أخذ خبزًا وشكر وكسر وأعطـاهم: «اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي» ( لو 22: 19 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net