الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 إبريل 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمل بسيط
«هُوَ هَكَذَا حَسَبَ كَلاَمِكُمَا ... وَرَبَطَتْ حَبْلَ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ» ( يشوع 2: 21 )
آمنت راحاب بأنها ستخلُص وتحيا، استنادًا على وعد الرجلين الجاسوسين، لأنها اعتبرتهما رسولين من الله. كان إيمانها بكلامهما بسيطًا وثابتًا، ولكنها من جهة أخرى كانت في منتهى الطاعة. إنه عمل في ذاته بسيط جدًا أن تربط حبلاً في نافذتها، ولكنها بذلك كانت تدفع عن نفسها خطرًا داهمًا. ولم تجرؤ أن تهمل هذا العمل البسيط في ذاته. ويا له من درس بسيط ينطوي على مفهوم عميق. هناك أشياء كثيرة بسيطة جدًا في ذاتها، ولكن إهمالها من جانبنا يعني عدم الطاعة وعدم المحبة لله في أعمق صورهما.

هل تثق أيها العزيز في دم يسوع المسيح ابن الله؟ هل ربطت حبل القرمز في نافذتك؟ وهل تقول بكل يقين الإيمان: “الَّذِي فِيهِ لِي الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ” ( أف 1: 7 ). إن كل عابر في الطريق كان يرى حبلاً قرمزيًا ذا لون ظاهر متميز، يتدلى من كوة بيت راحاب؛ فهل أنت تجعل من إيمانك بالمسيح الفادي شهادة منظورة لكل مَن يراك، عن عمل نعمة الله، الذي يُغيّر السلوك والعادات والكلمات؟ هل تخجل بهذه الشهادة؟ وأي شيء فيها يدعو إلى الخجل؟ دع جميع الناس يتطلعون إن أرادوا إلى نافذتك، ليروا علامة الدم، يفتخر بها فمك، ويتغنى بها لسانك!

وإن كنت في بعض الحالات ضعيف الإبصار حتى لا تستطيع أن ترى لمعان الخيط القرمزي وجماله في حياتك، فثق أن هناك عينًا مفتوحة باستمرار، قوية الإبصار، ترى هذا الخيط في كل جماله، وفي كل معانيه الكبيرة، هي عين الله العادل؛ تراه كريمًا وعزيزًا، وتراك في نفس المكانة والمقام. لقد سقطت أسوار أريحا أنقاضًا في مكانها، وبقي بيت راحاب ثابتًا لم يهتز. وهكذا أناس مثلي يهلكون في خطاياهم لعدم الإيمان، ولكني أنا المؤمن أثبت راسخًا بالإيمان. فاربطي يا نفسي كل يوم حبل القرمز ليُرفرف بلونه القاني أمام عيون الآخرين.

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net