الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 إبريل 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عين الماء
«أَنَاخَ الْجِمَالَ ... وَقَال: ... هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ» (تكوبن24: 11-13)
تُصوِّر لنا عَين الماء، في تلك الأرض اليابسة، المسيحَ الذي ضُرب على الصليب ضربةً تفَجَّر بعدها الماء؛ ينبوع ماء حي ينبع إلى حياة أبدية.

البئر هي حفرة في الأرض عملت فيها المعاول، ويد الإنسان جرحتها، فكان رد الفعل نبيلاً، إذ أخرجت ماءها لتُبقي على حياة المُشرفين على الهلاك. تمامًا مثل تلك الشجرة الطيِّبة عندما تجرحها يد الإنسان فتُعطي بلسمًا شافيًا، أو مثل النخلة التي عندما تُرشَق بالحجارة تعطي أحلى الأثمار. هكذا أُمِر موسى أن يضرب الصخرة (خر17) عند “مَسَّة”، فجرى الماء غزيرًا «وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ» ( 1كو 10: 4 ).

في يوحنا 4، عند بئر سوخار وُجِدت امرأة خاطئة يائسة وبلا رجاء، إلى أن انفتحت عيناها، بعمل الله في داخلها، على ذلك النبع الروحي الحقيقي، وسمعت تلك الكلمات الطيبة: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا» ( يو 4: 10 ). وقد أعطاها هذا الماء الحي، واستَقت هي مياهًا من ينابيع الخلاص ( إش 12: 3 ). وهكذا أيضًا، فإن المسيح في حياته يعطي ويرحم، يمنح ويُحْسِن، رغم الرفض والاحتقار، والتَّطاول والإهانة.

إن المؤمنين الأُمناء، وهم يعبرون وادي البكاء يجدون، بالنعمة، تلك البئر وماءها الحي، تحدو خطواتهم إلى آخر الطريق.

أيها الأحباء: لو فكَّرنا فيما نستحقه، لقلّ بالقطع نصيبنا جدًا جدًا. لكن إذا رفعنا العيون إلى فيض الله المُعطي وسخائه، تتسع أمامنا آفاق البركة، فنأخذ من فيضه هدايا ومواهب وعطايا ... «أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا» ( إش 55: 1 ).

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net