الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وحدانية الروحِ
«مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ » ( أفسس 4: 3 )
ما أحلى شركة المؤمنين التي هي صورة حقيقية مُصغرة لغبطة السماء وأفراحها! لقد اُفتدوا من الدينونة، وفُصلوا عن هذا العالم الشرير بواسطة دم المسيح الكريم، وبذلك صارت لهم بهجة الخلاص المشترك. وهم إخوة في العائلة الواحدة، لأنهم جميعًا أبناء للآب الواحد، وهم «أَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ» ( رو 12: 5 )، لأنهم جميعًا “بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدوا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ” ( 1كو 12: 13 )، وأصبحوا كلهم على السواء أعضاء في جسد المسيح.

وأفراح المؤمنين مُضاعَّفة لاشتراكهم مع بعضهم فيها، وأحزانهم مُخفَّفة لاقتسامهم إياها مع بعضهم. وكل فرد له نصيب في تمتعات المجموع، لأنهم واحد مع بعضهم البعض، وشركاء مع المسيح في ميراثه. ثم باندماجهم في “جَسَد وَاحِد”، وحصولهم على الحياة بواسطة “رُوح وَاحِد”، صاروا مرتبطين معًا بحاسيات ذلك الروح الواحد. فالواحد يُصلي لأجل الجميع، والجميع يُصلون لأجل الواحد. وتغذية الجسد تقوم على ما يقدمه كل عضو «لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ» ( أف 4: 16 ). فلا محل للتعظم أو إظهار الذات بين المؤمنين، لأني لماذا أحسد ما هو لي، ما هو ملكي؟! ولماذا أحتقر مَن هو مُساعد لازم لي؟! ولماذا أُخاصم وأؤذي مَن أذِيَّتُهُ أذيِّة لي؟! هل هناك تشاحن ومخاصمة بين أعضاء الجسد الطبيعي؟! كلا، بل جميعها تخدم وتعاون بعضها البعض. فإذا جُرِحَ وتألم عضو، فبقية الأعضاء تتألم معه، وتُساعد على شفائه، بلا ضجر أو ملل، مهما طالت مدة العلاج. هكذا ينبغي أن يكون مع أعضاء جسد المسيح؛ يجب أن يكون كل عضو خادمًا للجميع، ويجب أن يأخذ كسَيِّده آخر مكان من الاتضاع.

يا ربنا اربطنا بالشركة القلبية والعاطفة الرقيقة نحو بعضنا البعض. أزل كل تنابذ وخلاف، واتحد قلوبنا بالمحبة. لا تسمح للعُجب والغرور والتحزب وروح العالم أن تؤثِّر على أعضاء جسدك. اجعل يا رب فرح كل عضو أن يكون في تقدم الجماعة ونجاحها.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net