الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طيّ الشِراع
« فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ» ( 1كورنثوس 7: 29 )
في نهاية الرحلة، يفك البحار حبال السفينة، ويطوي قلاعها، ويجهز مراسيها، لأنه وصل إلى نهاية المطاف. بهذا المعنى يكتب بولس للمؤمنين في كورنثوس قائلاً: «الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ» ( 1كو 7: 29 ). والكلمة اليونانية التي تُرجمت “مُقَصَّر” هي نفس الكلمة التي تستعمل بمعنى “طي الشراع”. فالوقت يطوى كشيء يلف، وهو من لحظة إلى أخرى مُقَصَّرٌ.

إن نهاية رحلة الحياة تقترب. ومهما طالت الحياة، هي قصيرة وغير مضمونة، وشواطئ الأبدية تلوح من خلف الأفق القريب، ونحن الآن في وقت طي الشراع.

بالنسبة للخاطئ الوقتُ مُقَصَّرٌ، وفي زمان الحياة الحاضرة فقط يمكن له أن يحصل على الخلاص «هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» ( 2كو 6: 2 ).

كذلك الوقت مُقَصَّرٌ بالنسبة لربح النفوس. وإن كان صحيحًا أن رابح النفوس حكيم ( أم 11: 30 )، فإنه صحيح أيضًا أن الذي لا يربح النفوس هو غير حكيم. وربما يكون اليوم، هو يوم ختام الرحلة، ويوم طي الشراع. فالذي يريد أن يكون رابحًا للنفوس، يجب أن يربحها الآن، لأنه ربما يكون الغد ليس غدًا لنا أو لهم، وربما جاء الغد بعد أن نذهب نحن أو يذهبوا هم.

والوقتُ مُقَصَّرٌ بالنسبة لعمل الرب. هناك أشياء كثيرة ينبغي عملها لأجل الرب. فالعالم من حولنا له أعواز كثيرة. هناك شفاه تطلب كأس ماء بارد، وهناك أجساد تعاني من المرض أو الشيخوخة تترجى المساعدة. وهناك نفوس في انحناء تحت وَطْأَةِ التعب تحتاج كلمة تخفف الألم. وهناك قلوب مكسورة تتضرع من أجل مواساتها وتضميد جراحاتها. فإن كان الأمر كذلك، أما ينبغي أن نعمل نحن؟ إننا لا نعمل لكي نحصل على الخلاص، لكننا نعمل لأننا خلصنا، ولأننا مخلوقون في المسيح يسوع لأعمال صالحة علينا أن نسلك فيها، ونتممها في طريقنا إلى السماء.

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net