الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 يونيو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مريم ويهوذا الإسخريوطي
«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» ( يوحنا 12: 5 )
إن كتبة الأناجيل يُمدوننا ببعض المفارقات بين مريم الساجدة ويهوذا الخائن. فقد أتت مريم في محضر الرب لكي تُعطي الغالي، أما يهوذا فقد ترك محضر الرب لكي يحصل على التافه. وكانت قيمة هذا الطيب الذي سكبته مريم أضعاف قيمة ما حصل عليه يهوذا من خيانته وتسليمه للرب.

وقد أصاب مريم انتقادات من تلاميذ الرب بسبب تقواها وتكريسها. أما يهوذا فوجد ترحيبًا من أعداء الرب لخداعه. كان غرض مريم أن تُقرض الرب مما عندها، وأن تُغنيه من حسابها الخاص، أما يهوذا فكان يُجرِّد التلاميذ من مالهم وصندوقهم الخاص، ليُغني نفسه على حسابهم ( يو 12: 6 ).

ما أغلى القارورة التي امتلكتها مريم؛ «قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ» ( مت 26: 7 ). وكم كان الصندوق الذي في حيازة يهوذا ثمينًا في نظره، إذ كان يحمل ما يُلقَى فيه ( يو 12: 6 ). لقد أحضرت مريم القارورة لتسكبها على الرب، أما يهوذا فقد حمل الصندوق لكي يُفرغ محتوياته لنفسه. ثم إن عمل يهوذا قد خلَّد للأجيال درس خيانته الأخير، أما عمل مريم فقد خلَّد مجدها الأخير ( مت 26: 13 ). كان حُكم يهوذا وبقية التلاميذ أن مريم أتلفت الطيب ( مت 26: 8 يو 17: 12 ). وكان حُكم الرب على يهوذا أنه أهلك (أتلف) حياته (يو17: 12).

وهل ننسى أن الطيب كان يخص مريم وحدها، وليس التلاميذ أو غيرهم؟ ولذلك قال الرب: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟» ( مر 14: 6 ). كان تدخل يهوذا والتلاميذ في أمر لا يخصهم، شيئًا مُزعجًا ومُكدّرًا لمريم. وما أكثر ما نُصدر من نقد وأحكام على إخوتنا، في طريق تكريسهم وعواطف محبتهم للرب، وما يقدمونه له من عطايا وخدمة باذلة!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net