الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 يونيو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دانيال ونبوخذنصَّر
«حِينَئِذٍ خَرَّ نَبُوخَذْنَصَّرُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِدَانِيآلَ» (دانيآل2: 46)
في دانيآل 2: 46 نرى أعظم الملوك قوة واقتدارًا وتكبرًا، ساجدًا عند قدمي مسبي أسير! يا لها من صورة بديعة! يا له من ثمر فاخر من أثمار الإيمان! حقًا إن الله يُكرِم الإيمان الذي يسمو لمعرفة أفكاره، لأنه لا يُخَيِّب ثقة مَن يتقدم إلى كنوزه الفياضة. وقد أدرك دانيآل في تلك المناسبة أن الله قد تمَّم معه بكيفية عجيبة وعده القديم القائل: «فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ اسْمَ الرَّبِّ قَدْ سُمِّيَ عَليْكَ وَيَخَافُونَ مِنْكَ ... وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لا ذَنَبًا، وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ وَلا تَكُونُ فِي الاِنْحِطَاطِ» ( تث 28: 10 ، 13). ومن هذا المنظر الذي نتأمله، نرى بكل تأكيد دانيآل رأسًا، ونَبُوخَذْنَصَّر ذنبًا. ومن يتأمل أيضًا في الوقفة التي وقفها هذا النذير المقدس أمام بَيْلْشَاصَّر الملك الشرير، يرى أنه كان في الارتفاع حقيقة لا في الانحطاط ( دا 5: 17 ). فأن نجد ملك بابل العاتي ساجدًا عند قدمي أحد أسراه، فهذا فوق متناول العقل، وبعيد عن انتظار الطبيعة.

ولكن هكذا حدث برهانًا عجيبًا على قوة الإيمان الذي ينتصر على كل الظروف والصعاب، ويأتي بأبهر النتائج الخارقة للطبيعة. فالإيمان هو الإيمان؛ ذلك المبدأ القوي الذي لا تقف في طريقه عقبة، ولا تقوى عليه صعوبة، ولا يضعفه عائق، ولا يؤثر عليه مؤثر، بل لا بد له أن يرتفع إلى غرضه الوحيد الذي هو الله نفسه وإعلانه الأبدي. تدبيرات الأزمنة تتغيَّر، والأجيال تتعاقب، وعجلات الزمن تدور مسرعة ساحقة تحتها أعز أماني القلب البشري، ولكن الإيمان يقف ثابتًا. ذلك الحق الإلهي الدائم يبقى مستندًا على الحق الصافي، واجدًا كل ينابيعه في ذاك الذي هو «الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ» ( يو 14: 6 ). وبمقتضى هذا الإيمان الثمين تصرَّف دانيآل عندما «جَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ» ( دا 1: 8 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net