الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 يوليو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آخذكم إليَّ
«آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ» ( يوحنا 14: 3 )
يا لها من تعزية قوية عزَّى بها الرب أحباءه قبل أن يتركهم ويمضـي إلى الصليب ثم بعده إلى بيت الآب! لقد ملأ الحزن قلوبهم عندما شعروا أنه سيفترق عنهم ولن يروه أيضًا بالجسد على الأرض. لذلك بدأ حديثه بالقول: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ»، مؤكدًا أنه سيأتي أيضًا ويأخذهم إليه، حتى حيث يكون هو سيكونون هم أيضًا، ولن يفترقوا عنه مرة أخرى.

ويا لها من مقابلة بديعة بين ذهابه ومجيئه: «أَنَا أَمْضِـي ... وَإِنْ مَضَيْتُ ... آتِي أَيْضًا»، فالأولى أساس الثانية. لقد مضـى عبر الصليب إلى بيت الآب كإنسان، ليضمن لنا حق الدخول باعتباره الإنسان المُمجَّد هناك، ونحن قد ارتبطنا به باعتبارنا جسده وهو الرأس. وقريبًا سيأتي ليجمع خاصته ومفدييه إلى أقرب مكان لشخصه. والفعل «آخُذُكُمْ إِلَيَّ» يعني الأخذ إلى علاقة حبية وطيدة وحميمة، كما يأخذ العريس عروسه لنفسه. وهي نفس الكلمة التي وردت في متى 1: 20 حيث قال الملاك ليوسف: «لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ». فالعبارة التي شجع بها الرب أحباءه تتضمن أسمى أشواق المحبة بين المحب والمحبوبين. وأخذ الرب عروسه إليه سيكون باستخلاصهم وفرزهم من بين الأموات والأحياء عند مجيئه دون أن يُفقد منهم أحدٌ. وهذا المجيء سيكون حرفيًا ومنظورًا للمؤمنين وليس فقط يدركه الإيمان، والمقابلة ستتم في الهواء، أما العالم فلن يراه في الاختطاف. فالرب سوف ينزل من السماء بهتاف الفرح والنصرة، ومعه رئيس الملائكة، وبوق الله. وعندما يدوي صوت البوق سيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيَّر. سيُحيي أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا، أي سيُدفق الحياة في أجسادنا الترابية القابلة للموت بكيفية مذهلة وسريعة، فيُبتلع المائت من الحياة. وهكذا إذ نلبس صورة السماوي ونكون على صورة جسد مجد المسيح «سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبّ» ( 1تس 4: 17 ).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net