الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شاول ويهوذا
«اجْعَلْ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ» ( 1صموئيل 8: 5 )
صمَّم الشعب أن يتخذ له ملكًا بالرغم من كل تحذيرات صموئيل النبي، فلم يبقَ بعد سوى تتميم رغبتهم حسب كل مُشتهاهم. وتداخل الله ليختار الشعب ملكًا لا بحسب قلبه، بل الملك الذي سيوافق رغبات الشعب. لقد أدار الشعب القفا لله رافضًا أن يملك عليهم، وهكذا فإن الشعب لم يَعُد له فكر الله. ومن ثمَّ، فإن الملك الذي اختاره الشعب، سيكون مختلفًا بدرجة كبيرة عن اختيار الله. فالملك الذي يُفكر فيه الشعب، يُشبه ملوك الأُمم المُحيطة بهم؛ همُّه الأول رخاء الشعب، ودرء أعدائه. أما الملك الذي بحسب فكر الله، فَهَمُّهُ الأول؛ طلب مجد الله، والخضوع له. ودائمًا علينا أن نتذكَّر، أن الله لم يختَر ملكًا لنفسه، بل للشعب. فهو يعمل لهم ما يستحيل عليهم أن يعملوه لأنفسهم.

وشرح ذلك في العهد الجديد، هو في اختيار يهوذا الإسخريوطي رسولاً. ولقد قيل دائمًا: أَلم يكن الرب يعلم منذ البداءة بخيانة يهوذا؟ لقد أخبرنا الكتاب بذلك الأمر بالتحديد، في إنجيل يوحنا والأصحاح السادس، مُؤكِّدًا أن الرب لم يُخدَع ولم يُحبَط، عدا حزنه المُقدَّس على نفس هالكة ( يو 6: 70 ، 71). ولكن هذا لا يعني أن الرب وضع يهوذا في موقف رغم إرادته. وهذا لا يعني أيضًا، أن دينونته هو غير مُستحِق لها. لقد كان للاثني عشر امتياز القرب الخاص من الرب، إذ رافقوه ورأوه مثالاً يُحْتَذَى، كما نرى في معاملة الرب الخاصة لكل تلميذ، كل حسب حاجته. فَمَنْ ذا الذي يُعاشر سيدًا كهذا، ويشهد أعمال محبته، ويلمح أشعة نفسه القُدُّوسة اللامعة، وقلبه العطوف، ورقته ورثاءه للمساكين، ولا يصير إنسانًا جديدًا، إلا إذا كانت نعمة الله لم تفتقده؟ لقد ظهر فساد قلب يهوذا وشره على هذه الخلفية التي تؤكد أنه، ليس ثمة رجاء له. فهو لم يُجبَر على فعل كهذا، ولا سار في هذا الطريق ضد طبيعته.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net