الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مائدة خبز الوجُوه
«تَأْخُذُ دَقِيقًا وَتَخْبِزُهُ اثْنَيْ عَشَرَ قُرْصًا ... فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ» ( لاويين 24: 5 -9)
فوق مائدة خبز الوجوه، كان يُوضع اثنا عشر رغيفًا من صفين، كل صف ستة أرغفة. هذا الخبز الخالي من الخمير، والمصنوع من الدقيق، والموضوع عليه اللبان النقي، كان بهذه الكيفية يوضع أمام الرب سبعة أيام. وكل سبت كانت تُرفَع الأرغفة لتحل محلها الأرغفة الجديدة، والأولى تكون طعامًا للكهنة.

وهذا الخبز الخالي من الخمير يُشير إلى الرب يسوع، في كمال ناسوته المقدس الطاهر، ويُشير إليه كالخبز الحقيقي الحي؛ خبز الله «لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ» ( يو 6: 33 ). ولكن هذا الخبز الذي استقرت عليه بالرضى عينا الله لمدة كاملة (سبعة أيام)، صار طعام الكهنة. إنهم يأكلون الأرغفة، في مكان مقدس ( لا 24: 5 -9). هذا العمل كان يدل على الشركة، فقد اشتركوا في ذلك الشيء بعينه الذي قُدِّم أولاً لله. ونجد ما يماثل ذلك في العهد الجديد في ما يختص بعشاء الرب، إذ يكتب الرسول بولس: «الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ» ( 1كو 10: 16 ، 17).

ولكن أكل خبز الوجوه يُمكن أن يُطبَق روحيًا على حياة المؤمن اليومية. فكما أن الخبز هو قوت وقوام الحياة الطبيعية، هكذا الرب نفسه، هو الذي يُغذي ويُقوي الحياة الإلهية في المؤمن. إنه ليس سوى المسيح وحده، يستطيع أن يُسدد حاجات النفس المُخلَّصَة من الناحية الروحية، طوال غربتها في هذا العالم. وبعد نوال الحياة الأبدية بالإيمان بذلك الشخص المجيد، يجب أن يقتات المؤمن بذلك الشخص المجيد نفسه، لهذا قال الرب: «مَنْ يَأْكُلْنِي (أي باستمرار) فَهُوَ يَحْيَا بِي» ( يو 6: 57 ). هذا التغذي بالمسيح يكون بصفة خاصة بقراءة المكتوب عن حياة الرب، والتأمل فيه.

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net