الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخلاص بالنعمة
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» ( لوقا 23: 43 )
هكذا يُقابل الرب يسوع كل مَن يأتي إليه «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». قد يجوز أن نذكرها نحن، ونتألم من الذكرى، وننحني إلى التراب. أما هو فلن يذكرها، بل يمحوها ويغفرها وينساها. هكذا هي نعمته، وهكذا هو كمال عمله، وهكذا هو أسلوبه الحلو الذي به يُقابل الخطاة. وهكذا قَبِلَ اللص الذي ألقى بنفسه عليه بالثقة الخالصة، فكان جواب الرب له: «الْيَوْمَ»؛ وكأنه يقول له: “لا حاجة بك لأن تنتظر الملكوت، بل سوف تذوق لذََّات الوجود معي قبل ذلك الملكوت العتيد، بزمن طويل. اليوم آخذك معي إلى الفردوس السماوي المجيد الذي أنا ذاهب إليه”. هذه هي النعمة، وهذا هو الخلاص بالنعمة.

«تَكُونُ مَعِي»، هنا نرى الارتباط بين الرب واللص التائب. فاللص قد ربط نفسه مع الرب بالقول: «اذْكُرْنِي»، والرب يربط نفسه مع اللص بالقول: «تَكُونُ مَعِي». فاللص والرب قد ارتبطا أولاً برابطة النعمة، وفي نفس اليوم ارتبطا معًا في الفردوس.

إن اللص لم يكن له أدنى حق، أو عنده أقل امتياز، لأنه عاش كل حياته في الشر والفجور، وحتى بعد رفعه على الصليب قد عيَّر وجدَّف على ابن الله. ولكن قد وصل السهم إلى نفسه، وقد انفتحت عيناه ليرى في شخص المسيح المجيد، الله المتجسد، ويُدرك أمجاد ملكوته، وسط مشهد الظلام والعار. وقد انفتح قلبه ليرى في الشخص المرفوض من العالم، والمرفوع على الصليب، إنسانًا كاملاً، بل ربًا، بل ملكًا ذا ملكوت مقبل عظيم؛ لقد رأى وآمن وشهد. وأخيرًا لمَّا جاء العسكر الرومان ليؤدوا عملهم الوحشي، ويكسروا ساقيه، خاطبهم بلسان الحال: “ما أتيتم أيها الرجال إلا لكي تُعجِّلوا بإرسالي إلى ربي ومُخلِّصي. إن نفسي آمنة مطمئنة. وأنا مستعد للانطلاق، لأني أرى الطريق منيرة أمامي. ربي قد سبقني، وما عليَّ إلا أن ألحق به؛ أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا”. يا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net