تُختم رسالة يهوذا بتحريض جوهري يقوم على أعمدة ثلاثة:
أولاً: "ابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ": فيجب أن نكون من مُحبي قراءة الكتاب المقدس. وكل تعليم الإيمان مُتضمن في كلمة الله، ومن أجل ذلك ينبغي أن نتعرَّف أكثر بهذه الكلمة. وما الإيمان إلا الجواب في قلب الإنسان على إعلان يأتي من عند الله غير المنظور. وكلمة "ابْنُوا" تُشير إلى التقدم بصبر والتدرج في النمو. إنما ينبغي أن تكون هناك طاعة كاملة لكل ما نسمع من الكلمة. إن كلمة الله هي "المحْجَر" الذي منه نقطع كتل الأحجار التي بها نبني. والطاعة هي التي "تهذب" هذه الأحجار على قياس مواضعها في بناء حياتنا، وعلى هذا المنوال نحن "نثبت في محبة الله" "إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ" ( يو 15: 10 ).
ثانيًا: "مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ": يجب أن نتعهد وننمي عادة الصلاة بأن نتلمس الفرص في كل وقت من أوقات النهار للاختلاء بالرب والحديث معه وانتظاره. لقد تعلَّمنا بالاختبار أن أفضل أوقات الصلاة هي في الصباح الباكر. وبركة البكور هي مكسب اليوم كله. والفجر هو بوابة اليوم كله، وينبغي حراستها بالصلاة، والخارج إلى عمله بدون ساعة الشركة الروحية مع الله، كمَن يخرج إلى القتال بدون سلاح. لتكن لنا عادة السباحة الهادئة في نهر الشركة مع الله، قبل أن يفيح النهار وتتراكم أثقال الطريق.
ثالثًا: "مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ": ينبغي أن تتعلق أشواقنا بمجيء الرب الذي نتوقعه. ونخسر كثيرًا إذا نحن أهملنا احتضان هذا الرجاء في قلوبنا. إن الكلام عن مجيء الرب يذُكر أو يُشار إليه أكثر من 300 مرة، وهذا يؤكد كم ينبغي أن يكون هذا الموضوع مادة المشغولية في قلوبنا وتفكيرنا.