إن مريم، بلا شك، قد وصلت إلى "يَسُوعَ وَحْدَهُ" في اختبارها ( مت 17: 8 ). لقد أحبته، وكان هو الكل في الكل بالنسبة لها. وفي لوقا10 ندخل إلى سر تكريسها، لقد قضت وقتًا عند قدمي يسوع وهي تُصغي إلى كلامه. كانت هناك بالتأكيد أعمال تُعمل من جهة البيت، فراش يُعَد، وطعام يُجهز ... إلخ. إلا أن الوقت الذي قُضيَ مع يسوع كان له الأولوية بالنسبة لمريم. لذلك ليس من العجيب أن الرب دافع عنها قائلاً: "اخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا".
دعونا نفحص قلوبنا؛ هل اخترنا أن نقضي بعض الوقت طال أم قصر مع الرب وكلمته كل يوم؟ ربما هناك شيء يُترك دون أن يُعمل لكي ننفذ هذا الاختيار. ربما علينا أن نستيقظ مبكرًا ليكون لنا هذا الوقت الخاص. كلنا لدينا أربع وعشرون ساعة في اليوم. هل تُشغَل كلها بأمورنا الشخصية، مسراتي الخاصة؟ هل لا يوجد وقت للرب يسوع، وقت لنتعلم منه، وقت لكي نزداد معرفةً به؟
شيء واحد مؤكد؛ إذا كنا نريد أن نصل إلى "يَسُوعَ وَحْدَهُ" في اختبارنا، فيجب أن نصرف وقتًا مثل مريم عند قدمي يسوع. ربما يعني هذا، التضحية بأمورنا الخاصة، لكن هل نستطيع حقًا أن نتكلم عن تضحية من جانبنا في ضوء الصليب، حيث أعطى ربنا يسوع كل ما له لكي يخلِّصنا ولكي نكون له؟
وبينما تكلم الرب بلطف مع مرثا، إلا أن هناك لومًا رقيقًا في كلماته لها ( لو 10: 41 ). كانت مرثا مرتبكة في خدمةٍ كثيرة. هل نحن ننشغل عن قضاء وقت عند قدمي الرب بواجبات الحياة اليومية؟ ربما نكون مشغولين حتى في خدمة مسيحية تُلهينا عن الجزء الجوهري لتلك الخدمة؛ قضاء بعض الوقت عند قدمي يسوع مُصغين إلى كلامه. كيف نستطيع أن نخدم الآخرين بطريقة نافعة، إذا لم نكن أولاً نستقبل كلمة الرب؟