الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجيءَ الرب
"آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" ( يوحنا 14: 3 )
لو عاش المؤمنُ منتظرًا كلَّ يوم مجيءَ الرب من السماء، لما كان هناك مجالٌ للتفكير في المستقبل، أو لتدبير أمر الغد، أو تأجيل شيء يجب عملُه اليوم، بل يعيشُ هذا المؤمن محفوظًا في الحق الخاص بمجيء الرب. ما الفائدة من أن أتعلّمَ أن الربَ قد يأتي غدًا، إذا كنتُ أعيشُ كما لو كان سيأتي بعد مائة عام؟ فمع أني لا أفقدُ الحياةَ الأبدية، إلا أني قد أفقدُ الحقَ والنور الذي وصل إلى نفسي، وأسيرُ نصفَ عالميّ ونصفَ مسيحي.

كثيرون منا للأسف، يشبهون المسافرين المكتفين بالبقاء في الاستراحة، وغير مهتمين بوصول القطار، حتى إذا جاء القطار حصل بينهم هرجٌ ومرجْ. ولكن يوجد آخرون، ويا لغبطتـِهم، يُشبهون أولئك الواقفين على الرصيف، يملأهم الحنين إلى وطنهم، ويتشوّقون إلى لقاء الرب والأحباء، لذلك يمدّون بصرَهم في الاتجاه الصحيح، ليظفروا بأول نظرة إلى القطار الآتي من بعيد. وهكذا يا ليتنا نترقّب مجيءَ الرب القريبِ الأكيد .

يوجدُ فرقٌ بين قبول مجيء الرب كتعليمٍ من الكتاب المقدس، وبين العيشة في قوّته. ويوجد فرق بين تصديق هذا الحق، وبين تكييفِه لحياة المؤمن، وظهوره عمليًا فيها. إذا غاب عريسٌ عن عروسه، ثم أرسل لها خطابًا فيه يخبرُها أن تنتظرَ مجيئه عن قريب، أفلا تـُحسَب محبتـُها فاترة إذا كانت لا تبالي بمجيئه ولا تنتظره؟ إن المؤمنَ الحقيقي يتطلّعُ الآن إلى السماء ويقول: سَيِّدي هناك لأجلي، وغيابه عن العالم يجعل العالم بريةً قاحلة بالنسبة لي.

ومَن يستطيع أن يُعبـّرَ عن فرح قلب الآب الذي اشتاق أن يؤتى إليه البنون، وها هم الآن في بيته؟ ومَن يستطيع أن يُعبـّر عن أفراح الابن الحبيب، عندما يرجعُ إلى بيت الآب ومعه أولئك البنون، وهو معهم كالبكر بين إخوة كثيرين. ومَن يستطيعُ أن يتصوّر فرحَ الروح القدس الذي كان يعمل في المؤمنين وهم يئنـّون متوقعين فداء أجسادهم؟

فيرنر ماكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net