الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 ديسمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دعوة للبناء
"هَلِ الْوَقْتُ ... أَنْ تَسْكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ الْمُغَشَّاةِ، وَهذَا الْبَيْتُ خَرَابٌ؟" ( حجي 1: 4 )
كان السبب الرئيسي لتوقف بناء بيت الله يكمن في حالة الشعب الأدبية، حيث قالوا "إِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ"، في الوقت الذي اتجهوا فيه إلى بناء بيوتهم. وللأسف كثيرًا ما نتعلل نحن بحالة الخراب الموجودة في دائرة الاعتراف المسيحي ونقول أن الوقت لم يجئ بعد، وان مجيء الرب هو العلاج الوحيد لكل شيء، وهو الذي سيضع كل شيء في مكانه الصحيح ونغمض عيوننا عن الشر الموجود، بينما يجب أن ننفصل عن الشر ونتمسك بكلمة الله والرب معنا.

لقد كان ما اعتذروا به نابعًا من مشاعرهم المتبلدة، ربما تعللوا بالمقاومة التي أظهرها السامريون، لكن هذه المقاومة تصبح واهية ولا قيمة لها لو كانوا في إيمانهم البسيط مُتكلين على الرب، فعندما بدأوا حسنًا، حيث أقاموا المذبح في مكانه، كان عليهم رعب من شعوب الأراضي ( عز 3: 3 ). لم يحاولوا أنفسهم، لكن قلبهم تحوَّل إلى الرب متمثلاً في المذبح الذي بُني في مكانه. فكان فكرهم الأول وغرضهم هو الرب، الذي وضعوه بينهم وبين الصعوبات التي يثيرها الأعداء ضدهم.

ولكن بكل أسف هذه البداية الحسنة لم تستمر. لقد أهملوا بيت الرب في الوقت الذي اهتموا فيه ببيوتهم المُغشَّاة أو مسقوفة بالخشب الثمين، وربما بالأرز الذي جُلب لبناء الهيكل ( عز 3: 7 ) وما أبعد الفرق بين هؤلاء وبين رغبة داود عندما قال: "انْظُرْ. إِنِّي سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، وَتَابُوتُ اللهِ سَاكِنٌ دَاخِلَ الشُّقَقِ" ( 2صم 7: 2 ).

وكما كان الحال قديماً مع البقية نجد هذا أيضاً في أيام الرسول بولس حيث يقول "إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ لاَ مَا هُوَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" ( في 2: 21 ). وإن كان هذا الأمر في أيام الرسول بولس، فماذا نقول نحن في أيامنا هذه التي كثر فيها الاهتمام بأمورنا ومصالحنا الشخصية؟!

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net