كانت البداية نعمة، وأما النهاية فهي المجد الأبدي، ثم على طول الطريق، بين النعمة التي ظهرت، والمجد الذي ننتظر ظهوره ( تي 2: 11 ، 13)، تأتي المشجعات التي تكفي بل تزيد. نعم، سنواجه آلامًا في الطريق، حتمًا سنواجهها. لكن ثق أيها الأخ الحبيب أنها آلام وقتية، تُنشئ في المقابل ثقل مجد أبدي ( 2كو 4: 17 ). وليس فقط سنقطف في المستقبل من ثمار الآلام التي تحملناها هنا بصبر، بل لنا ومن الآن هذه البركات الرباعية الجميلة:
(1) "هُوَ يُكَمِّلُكُمْْ": الكمال الأدبي. أي أنه يُنضج شخصياتنا الروحية. أو قد تعني أنه إن ضللنا يردنا ثانية إلى طريق البر. فالكلمة تعني أيضًا تقويم ما سبق أن تعوّج، مثل طبيب العظام الذي يستعيد العظْمة إلى وضعها الأصلي. وكم يفعل الله ذلك معنا عندما نجتاز في التجارب والآلام ( 1بط 1: 6 ، 7).
(2) "هُوَ يُثَبِّتُكُمْ": ولقد سبق أن طلب الرب من بطرس قائلاً: "وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" ( لو 22: 32 )، لكن الرسول بطرس، في ختام رسالته، يشير إلى إله كل نعمة، ويثق أنه هو الذي سيثبّت المؤمنين، ويجعلهم أكثر رسوخًا أمام التجارب المختلفة.
(3) "هُوَ يُقَوِّيكُمْ": فلا نهاب شيئًا ما دام هو معنا "فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟" ( رو 8: 31 ). ورغم أننا في ذواتنا ضعفاء، لكن لنا أن نتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع ( 2تي 2: 1 ).
(4) "هُوَ يُمَكِّنُكُمْ": أي نقف على أساس راسخ، مُؤسَسين وغير متزعزعين في الله، وفي أمانته. فإن كان الشيطان يحاول زعزعة إيمان المؤمنين بتجارب الطريق ( 1تس 3: 3 )، لكن الله يستخدم هذه التجارب عينها لتمكين المؤمنين، تمامًا مثلما تفعل الرياح العاصفة مع بلوطات الجبال وأشجارها العالية.