الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 ديسمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نَزَلَ أَوَّلاً
"مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟" ( أمثال 30: 4 )
ما أعظم جهل الإنسان، حتى الإنسان الأوفر علمًا، حينما تتحداه هذه الأسئلة. إن المعرفة البشرية، في أحسن حالاتها، ضيقة محدودة، وبدون الإعلان الإلهي لن يستطيع كائن ما أن يُجيب عن هذه الأسئلة. خُذ أولها مثلاً: هل كان له جواب قبل كلمات سَيِّدنا: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاء" ( يو 3: 13 )؟ وهو أيضًا الذي نزل، كما هو مكتوب: "وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ" ( أف 4: 9 ، 10).

وما أعظم وأغنى ما يحتويه هذا الحق العظيم الخاص بنزول الرب وصعوده، فإنه بسبب خطايانا مات على الصليب، حاملاً دينونة الله العادلة. وهناك شرب كأس الغضب، حتى آخر نقطة فيها؛ الكأس التي ما كنا لنأتي على محتوياتها كلها طوال الأبدية. أما هو، فبسبب قيمة شخصه غير المحدودة، قد استطاع أن يشرب الكأس ويستنفد الغضب، غير تارك شيئًا سوى البركة لجميع الواثقين فيه. لقد مات ودُفِن، لكن الله أقامه من الأموات، فصعد إلى المجد غالبًا منصورًا. لقد أتم عمله، وأكمل خدمته على الأرض، وصعد باختياره ومشيئته، واجتاز طبقة الهواء، ثم طبقة الفضاء العُليا، بنفس السهولة التي مشى بها على الأرض وعلى الماء!

إن حقيقة صعوده وارتفاعه بواسطة سحابة المجد والجلال الإلهي، تشهد لكمال عمله في نزع خطايا المؤمن إلى الأبد. فلما كان على الصليب، وضع الرب عليه إثم جميعنا ( إش 53: 6 ). ولو أن خطية واحدة بقيت عليه، لَمَا استطاع أن يوجَد الآن في يمين الله. لكن كل شيء تسوَّى بالعدل إلى الأبد، كل خطايانا انتهى أمرها ولن تعود، ومن أجل هذا مضى إلى السماء في قوة واستحقاق دمه الكريم، إذ أكمل الفداء الأبدي.

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net