في حزقيال 34 أعلن يهوه أنه سيُقيم راعيًا واحدًا على شعبه الأرضي، عبده داود، أي المسيح، مسياهم (ع23). في ذلك اليوم سيقطع معهم عهد سلام، وينزع الوحوش الرديئة من الأرض، وسيُسكِن غنم يده آمنين في البرية، وينامون في الوعور؛ في ذات الأماكن التي كانت خطرًا وغير آمنة في الأوقات السابقة (ع25). وكم ينتهي الكل جميلًا "وَأَجْعَلُهُمْ وَمَا حَوْلَ أَكَمَتِي بَرَكَةً، وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ" (ع26)، وكم يتلخص الكل برقة وحنو "فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُمْ شَعْبِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، غَنَمُ مَرْعَايَ، أُنَاسٌ أَنْتُمْ. أَنَا إِلَهُكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ" (ع30، 31).
وأي راحة لنا اليوم أن الله هو إلهنا، وأنه بإمكاننا أن نقول، "اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ" ( مز 23: 1 )، وأن نعرفه باعتباره "الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" ( يو 10: 11 )؛ وأيضًا باعتباره "رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ"، المُقَامُ مِنَ الأَمْوَاتِ "بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ،" ( عب 13: 20 )، وأيضًا باعتباره "رَئِيسُ الرُّعَاةِ"، الذي سيُكافئ الأمناء من الرعاة في يوم ظهوره ( 2بط 5: 4 ).
إن الرب هو راعي إسرائيل، وهو أيضًا راعي شعبه اليوم. يا ليت الرعاة يتشبهوا بروحه، ويحاكوا صبر ولطف بل أمانة سيدهم. ليتم القول: "وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى" ( 1بط 5: 4 ). وبطرس الذي سطر هذا الكلام مسوقًا من الروح القدس، يُمكنه أن يتكلَّم من خلال اختباره الشخصي عن حنو الراعي الصالح وأمانته، إذ أنه أنكره فعلًا بأقسام وبلعنات، إلا أن الرب رد نفسه، بعد أن جعله يتحقق مقدار ضعفه الشديد مما تسبب في سقوطه الزريع. ولكن بعد أن رُدت نفسه اختار الرب بطرس ليكون هو المتحدث عنه في يوم الخمسين العظيم. يا له من سَيِّد! يا له من مثال!