أولاً: أمر فريد: "لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ": فبعد أن هزم رجل الله أبرام أربعة ملوك (تك14)، ابتدأت بعض أفكار الخوف تتسلل إلى عقله وقلبه؛ فربما يُعيد هؤلاء الملوك تنظيم صفوفهم لكي يوقعوا به ضربة انتقامية! ولذلك فقد أسرع الله إلى معونته، ومحا كل مخاوفه بأول عبارة من العبارات التي ذُكرت في الكتاب المقدس لمحاربة الخوف: "لاَ تَخَفْ"؛ هذه العبارات التي تتناثر على صفحات الكتاب كما تتناثر النجوم والكواكب على صفحة السماء.
ثانيًا: تأكيد سعيد: "أَنَا تُرْسٌ لَكَ": بعد أن أزال الرب الخوف من قلب أبرام بأمره الفريد "لاَ تَخَفْ"، يستطرد فيُقدِّم له تأكيدًا سعيدًا مُبهجًا، إذ يقول: "أَنَا تُرْسٌ لَكَ". فالرب بهذا القول يربط نفسه مع إنسان ضعيف، مُكوّنا وحدة قوية مقتدرة قادرة على مواجهة الأعداء. إنه - تبارك اسمه - لا يقول: "سوف أدافع عنك"، لكنه يقول: "أَنَا تُرْسٌ لَكَ".
ثالثًا: أجر مجيد: "(أَنَا) أَجْرُكَ الكثير جدًا": لقد دعا "الأمر الفريد" أبرام ألا يخاف، و"التأكيد السعيد" أعطاه يقينًا وضمانًا في مواجهة الخطر، و"الأجر المجيد" يُذكره أنه لن تكون هناك خسارة. أول هذه الأمور كان إعلانًا عن عناية الله، جعل أبرام يطمئن. وثانيهما هو كشف عن قوة الله، منحه ضمانًا. وثالثهما أظهر ملء الله، فأعطاه سعادة. وهكذا أصبح أبرام في أمان وسلام وسعادة لا يستطيع أن يهبها إلا الله.
"أَنَا تُرْسٌ لَكَ" كانت إجابة الله على مخاوف أبرام من الملوك. "أَنَا أَجْرُكَ الكثير جدًا" كانت تعويض الله لأبرام عن رفضه لعطايا ملك سدوم ( تك 14: 21 -23)، فطريق التضحيات الأرضية يقود إلى المكافآت السماوية.