الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 فبراير 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مِيَاهِ الرَّاحَةِ
"الرَّبُّ رَاعِيَّ ... إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي" ( مزمور 23: 1 ، 2)
مرة أخذ راعِ صغير خراف أبيه وخرج بها لترعى. وفي الطريق صادف مجرى ينحدر فيه الماء بقوة وبصوت مسموع، ورغوة الماء تتقلب على سطحه وتتدافع كأنها في سباق. ولكن الغنم لم تشرب. وتعجب الصبي لأن الغنم لم تشرب من هذه المياه الفائضة. فقال له أبوه: إن منظر الماء يتدافع ويتدفق قد يعجبك أنت، لكن الغنم لا تشرب إلا من الماء الهادئ الذي ينساب بالراحة. هذه طبيعة الغنم يا ابني. والذي يعرف طبيعة الغنم أعطانا وصف طبيعة الماء الذي تشرب منه في المزمور الثالث والعشرين، حيث يقول: "إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي"، ثم قاد الغنم إلى جدول رائق هادئ، وهناك شربت وارتوت.

إن بعضًا مِمَن يقومون بخدمة الرعاية بين شعب الرب، خصوصًا مَنْ كانوا قليلي الخبرة، تعجبهم المياه المتدفقة الصاخبة التي تنكسر عليها ألوان الطيف، ثم يضيقون بالغنيمات التي تتحول عن كل هذا ولا تشرب. وليس عبثًا يصف الرب المياه المروية لخرافه بأنها "مِيَاهِ الرَّاحَةِ". إلى هذه المياه الهادئة يقتاد الرب غنم مرعاه.

فإلى أحبائنا الشبان الذين يتدربون على خدمات الرعاية بين الأحداث، نقول: إن الرب لم يكن في الريح العظيمة الشديدة التي شقَّت الجبال وكسَّرت الصخور في أيام إيليا، ولم يكن في الزلزلة، ولم يكن في النار، لكنه تكلم بصوت مسموع "مُنخفِض خفيف" ( 1مل 19: 11 ، 12). وكان على إيليا أن يتعلم أن الريح والزلزلة والنار لا يمكن أن تكون وسائط لإيقاظ الناس إلى أن يُسمع "الصَوْت المُنْخَفِض الخَفِيف". فلا رجوع إلى الله رجوعًا حقيقيًا، إلا إذا سُمع صوت النعمة الذي يجتذب القلب إلى الله.

ليُعطِ الرب حكمة من فوق لكل واحد، وكلنا معًا لننشد خير القطيع. إن الحنطة (وليس تبن البيدر) تنمي الفتيان ( زك 9: 17 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net