الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نَازِفَةُ الدَمِ
"قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ. فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ" ( متى 9: 21 ، 22)
عندما أصرَّ الرب على معرفة الذي لمسه، ورأت المرأة نَازِفَةُ الدَمِ أنها لم يمكنها أن تختفي عن عينيه الفاحصتين، أتت المرأة "وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ ... وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ" ( مر 5: 33 ). لقد قادها الرب للاعتراف، لكي يُمَتِّعها بالسلام. ولقد أوضح الرب أن قوة قد خرجت منه ( مر 5: 30 ). لقد خرجت من الرب قدرة على الشفاء ردًا على إيمان تلك المرأة، وأراد الرب أن يختم على ذلك الإيمان أمام الناس لمجد الله.

لم يُوَبِّخها الرب لأنها لمسته وهي نجسة، وأنها بهذا التصرف نجست كل مَن تلامست معه، وهي تخترق الجماهير وصولاً إلى المسيح. لم يُوَبِّخها، لأن الزقاق العتيقة فات أوانها ( مت 9: 17 )، والممتلئ كل نعمة وصل، وهي قد قصدته، ولا بد له أن يُعطي مَن قصده.

ولقد أوضح لها المسيح أن ليست ثيابه هي التي شفتها، ولا لمستها له، بل إيمانها بشخصه. لم يكن السر في ذلك اليوم يكمن في لمس ثياب المسيح، ولا هو اليوم في لمس شاشات التلفزيون، هذا هُراء، بل إن السر هو في الإيمان. وهكذا نحن الآن - بالإيمان البسيط في المُخلِّص - يُمكننا أن نحصل على كل بركاته لشعبه.

وما أرق الكلمات التي سمعتها منه "ثِقِي يَا ابْنَةُ". لقد خاطبها بلغة الود "يَا ابْنَةُ"، وشجعها. وما من شخص يقصد المسيح إلا ويجد عنده حاجته وأكثر. لهذا استمع إلى كلمات النعمة من فم المسيح يا من وصلت إلى نهاية مواردك وموارد البشر. إن المسيح يقول لك: ثق. لا تفشل أبدًا، ومهما طال الزمان، لا تيأس. فالله مرات كثيرة يُغيِّر في لحظة ما كنا قد فقدنا كل أمل في تغييره؛ إنه إله المستحيلات.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net