الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
احذر القُثاء البَري!
"وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً ... فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا" ( 1ملوك 4: 39 )
جاء بنو الأنبياء إلى أليشع، وكانوا جلوسًا أمامه، ينتظرون إمداده، فقال لغلامه: "ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ"، وأعطى التعليمات لغلامه لعمل السَّلِيقَة. لكن، كان واحدٌ موجودًا، لم يُوَجَّه إليه كلام، ولم تُعطَ له أية تعليمات، كان ينبغي عليه ألا يتدخل مع خادم أليشع في عمله، لكنه لم يقنع بأن يظل جالسًا أمام أليشع، بل اندفع "وَخَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ"، وذلك من محض إرادته، راغبًا في تقديم المساعدة لسد الحاجة بإضافة شيء إلى القِدْر.

إننا إذا أردنا نحن أن نتمتع بموارد السماء الغنية، ينبغي أن نجلس هادئين في حضرة المسيح، كما فعل بنو الأنبياء إذ كانوا جلوسًا أمام أليشع. لنجلس عند قدمي الرب يسوع، كما جلست مريم، وهذا أفضل من الاهتمام والاضطراب اللذين أظهرتهما مرثا. لا شك في أن الرجل الذي "خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً" كان مُخلِّصًا في قصده، إذ كان يظن - كمرثا في يومها - أنه بهذا العمل يُساهم في المنفعة العامة، لكن هذا العمل كان في الواقع حركة من حركات الجسد. والعجيب أن هذا حدث في الجلجال، المكان الذي يشير إلى إدانة الجسد وقطعه. ونتيجة لهذه الغيرة الجسدية التي أظهرها هذا الرجل ألقى الموت إلى ِالقِدْر.

لقد ترك الرجل محضر أليشع، وذهب إلى الحقل ليلتقط بقولاً، قاصدًا بذلك أن يُضيف شيئًا من الحقل إلى الخيرات التي كان أليشع يستدرها من السماء. والحقل في الكتاب المقدس دائمًا ما يشير إلى العالم في حكمته وثقافته. لقد كان المؤمنون في كولوسي في خطر إضافة شيء من حكمة العالم وفلسفته إلى المسيحية؛ في خطر إضافة القثاء البري إلى السليقة السماوية، الأمر الذي بدلاً من الاتيان بالنفس إلى علاقة حية بالله، يُبعدها وينأى بها عن الله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net