الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وَاقِفَاتٌ عِنْدَ الصَلِيبِ
"وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ" ( يوحنا 19: 25 )
العجيب أن المريمات وفي مقدمتهن "مريم أم يسوع" لم يكن "منهارات" مغشيًا عليهن، أو صارخات نادبات، بل "وَاقِفَات" عند صليب يسوع! يا للعجب! إننا لا نشك أن ثمة مزيج مدهش من الإيمان الذي لمع، والتعزية الإلهية المجيدة، هما اللذان شكلا معًا هذه الصورة الجميلة والشهادة العجيبة، التي نشكر الله أنها لا زالت تظهر في عائلة الإيمان عبر الأجيال وإلى الآن.

صحيح أن السيف يجتاز، لكن صحيح أيضًا أن هذه لحظة كاشفة لحقيقة الإيمان وعمق الثقة وصحة الاتكال على الله في أصعب الظروف وأقساها. أما إلهنا العظيم، فهو أبو الرأفة وإله كل تعزية (أي التشجيع والتسنيد)، وهو قط لا يترك أحباءه في مثل هذه المحن ليجتازوها بأنفسهم، فهو في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم ( إش 63: 9 ). وهو الذي يتراءى في الأتون، وينجي النفس من جب الأسود، وفي أحلك المواقف ينشئ فينا السجود! ( 2تي 4: 18 ).

والخلاصة أننا في أشد الحاجة لمزيد من حياة التقوى والإيمان من جانبنا، أما أمر الحياة ومفاجآتها ومستقبلها فلندعها لمن في يده أمرنا، وهو أكثر شخص في الوجود يمكن الوثوق فيه والاتكال عليه، بل وإن شئنا الدقة - هو الوحيد - الذي يُمكننا ضمان دوافعه وصحة أفعاله وصدق مشاعره من نحونا، وذاك الذي ما أعظم جوده الذي يُذخره لخائفيه، ويُظهره في مثل هذه المحن والشدائد. نثق بأنه لن يدعنا فريسة لآلامنا ولا لليأس والقنوط، ولا للاكتئاب والحزن المفرط بل سيرسل إلينا - دائمًا - العون في حينه وسيعرف أن يغيثنا في وقته بكلامه. فقط لنقترب منه على الدوام ونترك له المجال بالروح القدس ليعمل عمله العجيب فينا قبل أن يعمل عمله العجيب من خلالنا، فنكون سبب تعزية ورجاء لكثيرين يعبرون هذا الوادي مثلنا.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net