الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فقدان الانتذار
"أَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ. وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ" ( قضاة 16: 21 )
لقد ورد ذكر السجن في الكتاب مرة أسبق من هذه. هناك أُلقى يوسف لأنه صمد في تكريسه للرب وصمَّم على ألا يخطئ إليه. هذا التكريس جلب عليه الكثير من الألم، لكنه كان طريق النصر. يا له من تناقض رهيب! كان سجن يوسف يعني النصر، أما سجن شمشون فكان يعني أقسى هزيمة. لأن ما فشل جيش الفلسطينيين بكل قوته في تحقيقه، جلبه شمشون على نفسه بشهوته الجامحة. والشخص الذي أنقذ إخوته من الفلسطينيين، ها قد تقيد بواسطتهم. فالذي كان قبلاً نذيرًا للرب، صار عبدًا لإبليس. والذي حمل مصراعي باب غزة، أُقتيد من خلال هذا الباب سجينًا، وصار أضحوكة لأعدائه في احتفالهم بإلههم بعد أن كان يرجفهم فيفرون من أمامه. فإن كنا نجد تشجيعًا لنا في مآثر شمشون لنتعلَّم منها ما يُمكن أن يُتممه مؤمن واحد في اتكاله على الله، إلا أننا نتحذر أيضًا من الاعتداد بالذات حينما ندرك إلى أي مستوى يمكن أن يسقط القوي.

نعم. إنه من الممكن أن يسقط النذير. من الممكن لأولئك الذين عاشوا حياة التكريس الحرة للرب أن يُكبلوا بسلاسل الديانة المظهرية عديمة الحياة. بل ومن الممكن أيضًا أن نجدهم يطحنون في طواحين العالم المستهزئ الرافض لله. فهناك مَنْ كانوا مُترفعين مرة عن مصادقة العالم بالانفصال القلبي الحقيقي، لكنهم صاروا الآن متحدين به ومرتبطين بمَن يحتقرون صليب المسيح ومَنْ ينكرون فضله، معضدين الخطط والتدابير التي لا علاقة لها بالله "أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ" ( يع 4: 4 ). إنها كلمات مؤلمة ليس لنا أن نتجاسر ونخفف من حدتها. وما نتيجة مثل هذا الزنا الروحي والانحطاط إلى مستوى مُصادقة العالم سوى فقدان البصيرة والقوة الروحية.

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net