الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلْزِمْهُ بالدخول
"وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ" ( نشيد 3: 4 )
كلنا كمؤمنين نتمنى أن يدخل الرب إلى حياتنا، مع الفارق الكبير في شدة وجدية هذه الرغبة. فالبعض يعتبرونه شيئًا جيدًا ومقبولاً، وآخرون يعتبرونه أمرًا غاليًا بشرط ألاّ يتعارض مع ما في قلوبهم من ممتلكات واهتمامات ورغبات. ولكن آخرين يعتبرونه امتيازًا عظيمًا وثمينًا، وأمرًا غاليًا جدًا، حتى إنهم مُستعدون تمامًا للتخلي عن أي شيء يتعارض مع سيادة الرب في حياتهم، ولذلك فهم بكل إصرار يُلزمون الرب بالدخول إلى حياتهم. وحيث إنه عندما يدخل الحياة، لن يدخلها ضيفًا لمدة محدودة، وإنما سيدخلها ملكًا وسيدًا وربًا، فهو لن يدخل إلا إذا أُلزم بذلك.

ونرى صورة لهذا الإلزام في عدة مواقف في الكتاب المقدس. فأليشع لم يدخل بيت الشونمية إلا بعد أن "أَمْسَكَتْهُ (ألزمته) ( 2مل 4: 8 ). ولم يدخل الرسول بولس والذين معه بيت ليديا إلا بعد أن ألزمتهم "فَلَمَّا اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا طَلَبَتْ قَائِلَةً: إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوا بَيْتِي وَامْكُثُوا. فَأَلْزَمَتْنَا" ( أع 16: 15 ). ولم يدخل الرب بيت تلميذي عمواس إلا بعد أن "أَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ. فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا" ( لو 24: 29 ).

والرب يدخل القلب والحياة ليكون هو السَيِّد. ولذلك فعليَّ أن أهدم مذبح "السَيِّد" أو "البعل" الذي في قلبي، أي "الذات"، قبل أن أُلزم الرب بالدخول. كما أنه عليَّ أيضًا أن أرضى طواعيةً واختيارًا، بتكسير السواري؛ "الأمور العالية"، و"المطامح والمطامع الكبيرة" التي تستحوذ على عرش قلبي. فلن يدخل الرب إلى حياتي إلا إذا كان قلبي مُهيأً له عرشًا مُريحًا ليملك عليه.

ليتنا نرضى طواعيةً بالرب وحده مَلكًا وسَيِّدًا على حياتنا، فنستطيع أن نُلزمه بالدخول إلى حياتنا، ليملك عليها، وهو لن يتأخر أبدًا.

فيبي فارس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net