الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرَّبُّ مُحتَاجٌ إِلَيهِمَا!
"وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا" ( متى 21: 3 )
نرى في هذه الآية العديد من الأفكار الهامة كالآتي:

أولاً: فقر الملك: فالمسيح الغني، ابن الله العظيم، مالك السماوات والأرض، عاش في الدنيا فقيرًا. قال وكيل الظلم: "أستحي أن أستعطي" (لو16)، وأما المسيح فلم يستحِ في حياته أن تخدمه النساء من أموالهن ( لو 8: 3 )، ولا أن يقول هنا لصاحب الأتان والجحش: "الرب محتاج إليهما". والمسيح في بداية خدمته كان قد استعار قاربًا ليعظ منه، وفي نهاية خدمته استعار جحشًا ليجلس عليه، وبعد موته دُفن في قبر مستعار! ذاك الذي له الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها!

ثانيًا: عطف الملك: حيث نقرأ أنه استعار أتان وجحش ابن أتان. فنظرًا لأن هذا الجحش لم يسبق لأحد الركوب عليه، فالأرجح أنه لم يكن قد سبق وافترق عن أمه حتى تلك اللحظة، فركب المسيح على الجحش فقط، وبجوار الجحش أم الجحش ( مر 11: 2 يون 4: 11 1صم 6: 7 ). يا له من إله يُشفق حتى على البهائم ( أم 12: 10 )! الفلسطينيون القساة ممكن أن يضعوا التابوت على بقرتين مرضعتين، ويحجزون أولادهما في البيت (1صم6: 7)، وأما الرب يسوع المسيح فهو بحق "الصِّدِّيقُ (الذي) يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ" (أم12: 10).

ثالثًا: وداعة الملك: الجحش في الكتاب المقدس يعبِّر عن الاتضاع والوداعة ( قض 5: 10 ؛ 10: 4؛ زك11: 29). والمسيح لم يدخل أورشليم راكبًا على فرس، ذلك لأنه لم يرد أن يدخلها كمحارب أو فاتح، مع أنه لو أراد لقدر.

رابعًا: سلطان الملك: سلطانه على أرواح البشر، كما ظهر في الرجل صاحب الجحش والأتان، وفي التلميذين اللذين لم يوجها للمسيح أسئلة، ولا أثارا اعتراضًا. وأيضًا سلطان المسيح على أجساد البهائم ونفوسها. فالجحش الذي لم يسبق لأحد أن جلس عليه، لم يقاوم.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net