الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح على عرش الله
"بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ" ( عبرانيين 1: 3 )
إن ربنا يسوع يجلس الآن في عرش الله في جلال مجده الشخصي. فالذي كان هو الله تنازل وارتضى أن يصير إنسانًا. والآن وقد صعد إلى السماء فإنه صعد ليس فقط كالله، بل صعد أيضًا كالإنسان. وهكذا فيه نزل الله، وفيه صعد الإنسان! لم يكف عن أن يكون الله، ولم يكن مُمكنًا أن يكف عما هو عليه في اللاهوت، ولكنه في الأعالي تسربل الإنسانية مقترنة بشخصه إلى الأبد. هذا ما نراه مقترنًا بالعمل الذي أكمله. لأنه واضح أن قيمة العمل تتوقف بحسب فكر الله، على مجد الشخص الذي قام به. وهذا نراه حتى بين الناس. ومن ذا الذي يظن أن العمل يستمد قيمته من ذاته فقط، وليس من قيمة الشخص الذي قام به أيضًا؟ فالأقوال نفسها التي تصدر عن شخصيات متفاوتة ولهم مراكز متفاوتة، لها آثار ونتائج متفاوتة. هذا يكشف لنا عن ينبوع غزير للبركة والقوة يجده المسيحي التقي في التمسك والاعتزاز بمجد يسوع المسيح الأزلي، الذي "هُوَ بَهَاءُ مَجْدِ (الله)، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ ... صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي". إن المخلوق لم يكن ممكنًا أن يشترك في هذا العمل. لكن يسوع المسيح الشخص الإلهي المجيد، قام هو وحده به. ولم يشأ أن يتبوأ مجلسه على عرش الله قبل أن يُكمل هذا العمل. إنه لم يجلس إلا بعد أن "صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا"، وليس قبل ذلك. ليس قبل أن تُرفع الخطية تمامًا. لقد جلس عن يمين العظمة في الأعالي. وخطايانا قد أُزيلت وانمحت بحسب كمال المركز المجيد الذي يتبوأه الآن فادينا الكريم. إن الرب يسوع لم يأخذ مكانه على عرش الله كأقنوم إلهي فقط. إنه باستمرار وعلى الدوام الله الابن، وإذا لم يكن كذلك ما استطاع أن يجلس هناك كما يجلس الآن. لكنه على ذلك العرش تمجَّد لأنه صنع بنفسه تطهيرًا للخطايا. تمجَّد بعد أن صنع ذلك التطهير؛ ويا لها من شهادة راسخة للمؤمن أن خطاياه قد رُفعت عنه إلى التمام.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net