الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حَمَاةُ بُطْرُسَ
"وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى، فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ" ( متى 8: 14 ، 15)
في الأصحاح الثامن من إنجيل متى نرى ثلاث صور للخطية، وأعني بها البرص الذي يُشير إلى نجاسة الخطية ( مت 8: 1 -4)، والفالج الذي يُشير إلى عجز الخاطئ ( مت 8: 5 -13)، ثم نجد في الحمى الصورة الثالثة للخطية ( مت 8: 14 ، 15). والحُمَّى مرض يصيب الإنسان نظرًا لرفض الجسم لأشياء غريبة وسامة فيه، وينتج عن ذلك ارتفاعًا في الحرارة أثناء محاولة الجسم إيقاف هذه السموم، فيحدث ارتباك في أجهزة الجسم، ويشعر المريض بالإعياء والإنهاك، ويزداد شعوره بالعطش. وقد يصل الأمر بالمريض أن يدخل في حالة اللاوعي.

والمسيح لم يأتِ ليهدئ حالة حَمَاةُ بُطْرُسَ المحمومة، أو ليُعطي مسكنات لها، بل شفاها. والعلاج من الحمى اليوم، ومع تقدم الطب الهائل، يحتاج إلى أيام عديدة، بعدها تبدأ الحمى في الاختفاء بالتدريج تاركة المريض منهكًا. أما طبيبنا العظيم، فإن الأمراض تهرب هروبًا من أمام وجهه! كقول النبي: "عِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" ( حب 3: 5 ). وللمرة الثالثة في هذا الأصحاح (مت8) كان الشفاءفوريًا ولحظيًا.

ونلاحظ أن الرب انتهر الحمى، ولم ينتهر المرأة المريضة، بل بالعكس أمسك بيدها؛ فإن كانت الحمى تصوِّر لنا الخطية، فإن الرب - الذي يكره الخطية - يُحب الخاطئ، ويأخذ بيده، فهو "لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ" ( عب 2: 16 ).

والمسيح لم يعطِ لهذه المريضة شفاء فحسب، بل أعطاها أيضًا القوة لتعمل. ويا له من درس هام لنا! لقد أتى المسيح من السماء لا ليُخدَم بل ليَخدِم. وكانت هذه المرأة واحدة ممن استفادت من خدمته، لذلك فإنها، بمجرد الحصول على الصحة والقوة، بادرت لاستخدامها لمجده، ولخير تلاميذه. هو خدمها أولاً، فخدمته هي "في الحال" ( مر 1: 31 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net