الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سر الانتصار
"رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: اضْطَجِعْ مَعِي. فَأَبَى" ( تكوين 39: 7 ، 8)
لأن يوسف كان يعيش في حضرة الله، وجد السعادة، وكل السعادة، في التوافق معه. ولذلك رفض إتيان الخطية التي يتهافت عليها الكثيرون، ليس فقط لأنها وصمة عار في جبين فاعلها، وليس فقط لأنها إساءة إلى شرف امرأة طائشة، وليس فقط لأنها خيانة لرجلها الغائب عنها، وليس فقط خوفًا من عقابها أو عواقبها، كما يفعل معظم الذين يمتنعون عن الخطية. بل لسبب أسمى من كل هذه الأسباب، ألا وهو أنها تتعارض كل التعارض مع قداسة الله.

فلنستقر نحن أيضًا أيها الأعزاء في حضرة الله. لنعْرِفهُ في كل طُرقِنا، وهو يُقَوِّمُ سُبُلَناَ ( أم 3: 6 ). لنسكن معه في كل حين، لنجده أيضًا معنا في كل حين، لا سيما في التجربة التي نكون فيها أحوج ما نكون إليه، وبذلك لا يمكن أن تسيطر علينا الأهواء أو تخدعنا، لأننا إذا كنا في حالة الشركة مع الرب، وهاجمتنا الخطية من الباطن، أو من الداخل، نستطيع أن نقول لها: "لا". وإذا وعدتنا باللذة والنعيم إن عملناها، نستطيع أن نقول لها: "لا". وإذا توعدتنا بالأسى والاكتئاب إن ابتعدنا عنها، نستطيع أن نقول لها: "لا". و"لا" بكل معنى كلمة "لا"، لأنها لا تكون وقتئذٍ "لا" الراغبين في الشهوة، المتمانعين عنها، بل "لا" القديسين الذين يبغضونها ويترفعون عن مجرد التفكير فيها، إذ أنهم يدركون الشر المخيف الذي ينجم من جرائها.

إني أعرف كثيرين سمت حياتهم الروحية سموًا عظيمًا بفضل وجودهم المستمر في حضرة الله، ولذلك فإنهم لا يعانون متاعب الجهاد ضد الأهواء، أو مذلة الإنكسار أمامها، بل يشقون طريقهم في هذا العالم الشرير، وهم خالو الذهن منها، لأنها أصبحت بالنسبة إليهم شيئًا دنيئًا لا يسترعي انتباههم. ولا شك أن كل واحد من القراء سيكون مثلهم، إذ هرب من الأهواء وعاش في حضرة الله بإخلاص كما يعيشون، لأن فضل القوة لله وليس منا ( 2كو 4: 7 ).

عوض سمعان
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net