الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملكة والمظلة
"وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَام" ( 2كورنثوس 5: 15 )
الملكة "ماري" من ملكات انجلترا السابقات، عرفها الناسُ بقربها إليهم، فهي بسيطة متواضعة ومحبة للغاية، وكانت تتراءف مع الشعب جدًا، وتحاول بكل ما تستطيع أن تلبيَ طلباتــِهم واحتياجاتـــِهم. اعتادت بين الحين والآخر أن تتجولَ فى الشوارع بلا حراسة. وفي إحدى المرات كانت تتجوَّل مع بعض الأطفال، وذهبت معهم بعيدًا. وفجأة ودون سابق إنذار امتلأت السماءُ بالغيوم الكثيفة الملبدة، وصار المطرُ مُتوَّقعًا بين لحظة وأخرى، فتوقفت الملكة عند منزلٍ قريب لتستعيرَ منه مِظلة. قرعت الملكة على الباب ففتحت لها امرأة، فطلبت منها أن تُعيرَها مِظلة، ووعدتها أن تعيدَها لها في اليوم التالي. لم تعرف المرأة أنها الملكة، فترددت أن تعطيــَها مِظلةً جيدة، وفي النهاية حسَمت الأمر وأحضرت لها من دولاب الملابس القديمة مِظلةً بالية، يدُها مكسورة وقُماشُها ممتلئٌ بالثقوب.

وفي اليوم التالي، كان واحدٌ من حرس الملكة يقرع بابَ تلك المرأة، ففتحت لـه، فأعطاها مِظلتــَها القديمة قائلاً: "الملكة تعيدُ لكِ المظلة، مع خالصِ تحياتـــِها لكِ". هنا بكت المرأةُ بشدة وهي تقول لنفسها: "أيةُ فرصةٍ ذهبية كانت لي، وأهدرتـــُها. كيف لم أُعطِ الملكة العظيمة أحسنَ ما أمتلك، كيف أضعت مثلَ هذه الفرصة".

أيها الأحباء: كم من الفرص التي أتيحت لنا اليوم، لكيما نُكرم الرب في شتى المجالات، وبدلاً من أن نعطيه الأفضل قدمنا له الفتات، والكسر، والأعمى والأعرج والهزيل ... إلخ. إن المسيح أحبنا وقدم لنا نفسه الغالية، فلا يمكن أن يكون أقل من أنفسنا وكياننا كي نقدمه له. فهل تُعطي الرب باكورة وقتك، أم أن وسائل التواصل الاجتماعي والتسلية قد سرقت منك كل هذا حتى لم يتبق ساعة واحدة للرب؟ إنه الآن وقت التكريس، والخدمة وإكرام الرب، فلا تضيع الفرصة!

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net