الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ
"اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، فَلاَ تُخَالِطِ الْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ" ( أمثال 20: 19 )
روى أحد خدام الرب هذه القصة:

كنت وأنا في الثامنة من عمري، ألهو مرة في المنزل، ودخلت إلينا إحدى الجارات، وتكلَّمت مع أمي في مشكلة خاصة بابنها. كنت أنا بجوار النافذة، ولكني عرفت كل شيء لأني سمعت كل شيء. ولما انصرفت جارتنا قال أمي: إذا كانت "فلانة" جارتنا قد تركت عندنا كيس نقودها، فهل نُعطيه لشخص آخر غيرها؟! فقلت: طبعًا لا. فقالت: إنك سمعت قصتها عن ابنها، وهذه القصة أغلى من كيس نقودها، وقد تركتها عندنا اليوم لكنها ما زالت ملكها، ولا ينبغي أن يأخذها أحد، فهل تفهم ما أقول؟

نعم فهمت، ومن يومها فهمت أن سرًا أؤتمنت عليه لا ينبغي أن أبوح به لأي شخص لأنه ليس من حقي أن أبوح به ولو تلميحًا.

وقال واحد من القديسين: إنني في كل صباح أطلب إلى الرب أن يمنحني ألا أتكلَّم في مواجهة أي إنسان عن محاسنه وفضائله ومواهبه، وألا أتكلَّم في غيبته عن أخطائه ونقائصه. ويا لها من طلبة جليلة! ويا له من خُلق نبيل! لكن للأسف ما أقل ما نتصرف هكذا. بل لعلنا نعكس الترتيب في أغلب الأحيان، فنمدح ونطري الناس في وجوههم، ونغتابهم ونُشوّهم ونطعنهم من الخلف في ظهورهم ... ليت الرب يرحمنا من هذا الشر.

إن خطية الوشاية وإفشاء السر والطعن من الخلف وإشاعة المذمة عن الغير ونشر الفضائح، خطية منتشرة في كل مكان وفي كل البيئات. إنها خطية رديئة وأمر بالغ الأذى وشر شيطاني ذميم. ولقد قيل بحق أن المغتاب أو الثالب - الذي يتكلَّم بالسوء في غيبة الآخرين - يُسيء إلى ثلاثة أشخاص: فهو يُسيء إلى نفسه، ويُسيء إلى سامعه، ويُسيء إلى الغائب المطعون من الخلف.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net