الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ
"قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي" ( يوحنا 15: 15 )
جاء الحبيب العزيز على قلوبنا وهو يعرف أنه سيُحتقَر من الناس وسيختبر الحزن بل سينزل إلى جب الهلاك وإلى طين الحمأة ليخلِّص أحباءه من خطاياهم ومن تعاستهم.

نيابة عنا وقف أمام عدالة الله، ولأجل خلاصنا تُرك من الله القدوس البار. فيا لها من محبة ويا له من مُحب! وإذ افتدانا واشترانا بدمه الكريم وجعلنا خاصته أصبح لنا: "مُحِبًا أَلْزَق مِنَ الأَخِ" ( أم 18: 24 ) بل ومُحبًّا في كل وقت. ودعوته لنا الآن هي دعوة المحب الذي يفرح بأن يتقاسم مع أحبائه أطايبه ومسراته "كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ" ( نش 5: 1 ).

إنه حبيبنا الذي وعد أن يسمع أضعف أناتنا، ويجاوب على طلباتنا وصلواتنا. ضعفاتنا يحس بها لأنه "مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" ( عب 4: 15 ). إنه يُحبّ كل منا محبة عميقة، ويتلذذ بنا أفرادًا لذة كبيرة، ويعرف ويهتم بكل أحمالنا وأحزاننا وآلامنا ومشاغلنا. إنه الحبيب الذي يحمل أثقالنا كما حمل خطايانا.

إنه الحبيب الذي يحمينا ويدافع عنا. ويحفظنا ويحرس خطواتنا ويسترنا بظل جناحيه. كل الأحباء من الناس يُحبون إلى حين، ثم تفتر محبتهم، ثم تبرد تمامًا، أما هذا الحبيب فلا يتغير في محبته. هو هو على الدوام، ومحبته في غزارتها وقوتها هي هي على مر الأيام. هؤلاء يتأثرون بأخطائنا، وتتأثر محبتهم بأقل المؤثرات. وأقوى الروابط على الأرض أحيانًا تتفكك، لكن ربنا صديق يُحب في كل وقت. خطايانا وضعفاتنا وتقصيراتنا تُحزنه لكنها لا تؤثر على محبته العظمى. وحتى في أيام ضلالنا وتيهاننا لما تتحول قلوبنا عنه وتطلب غيره، هو لا يكف عن أن يُحبنا لأنه يُحب في كل وقت. وفي كل وقت تستطيع قلوبنا أن تركن إلى هذه المحبة العجيبة الفائقة. هو قريب في كل وقت لا يهمل ولا يترك. حقًا هل صديق كيسوع ربنا؟

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net