الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُبَارَكٌ الله
"الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" ( أفسس 1: 3 )
"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" ... يا لروعة هذه الأنشودة التي تتكرر في ثلاثة مواضع في العهد الجديد:

ففيما يتعلق بالماضي: مُبَارَكٌ إلى الأبد "اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، ذاك الذي قرَّر أن يباركنا. ومَنْ ذا الذي يقدر - في الزمان - أن يُوقف تنفيذ قراره الذي كان قبل الأزمنة الأزلية؟ ( أف 1: 3 ؛ 2تي1: 9؛ تي1: 2) ... فلك السجود والسُبح والبركة يا إلهنا.

وفيما يتعلق بالحاضر: مُبَارَكٌ إلى الأبد "اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، الذي يُعزينا في كل ضيقتنا ( 2كو 1: 3 )، فو إن كانت لنا في الزمان الحاضر ضيقات وآلام، ولكن حتى هذه الآلام هي موضوع للسُبح والسجود والبركة لإله وأبي ربنا يسوع المسيح لأنها تنتج نتيجتين ثمينتين: أولاً: تقود المؤمن للتخلي عن أية ثقة في ذاته، ليكون "لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ" ( 2كو 1: 9 ). ثانيًا: تتيح له الفرصة أن يدخل إلى أعماق عواطف الرب. فالآلام الكثيرة تُنْتِج له كثرة التعزيات، "لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا" ( 2كو 1: 5 ).

وفيما يتعلق بالمستقبل: مباركٌ إلى الأبد "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ" ( 1بط 1: 3 ). فرجاؤنا المسيحي لا يتعلق بالأمور الحاضرة الأرضية التي تُحيط بنا، والتي ستنتهي وتزول في النهاية، ولكن رجاءنا يتعلق بحياة جديدة ودائرة أخرى جديدة، يتعلق بأشياء سماوية، وإلى هذه الدائرة الحية قد جيء بنا وذلك "بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ". كل شيء إذًا مؤكد للمؤمن، ميراثه محفوظ، وهو نفسه محروس للخلاص النهائي العتيد أن يُستعلن في الزمان الأخير، فإن قوة الله تحرسنا لتلك اللحظة؛ لحظة الاستعلان. والخلاص على وشك الاستعلان. ويا لها من مادة عظيمة للشكر والسجود!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net